أفضل الأفلام الوثائقية عن الطعام والغذاء والصحة.

أحب الأفلام الوثائقية كثيرًا، قد تبدو مملة للبعض ونمطية أكثر من اللازم. لكنها بمثابة الكتاب المرئي لي. دائمًا ما يدفعني أفضلها للتغيير والتأمل والرغبة للتوسع في المعلومات والإلهام. يتصدر نوعي المفضل من الوثائقيات تلك التي تقدّم لك معلومات صادمة، غير السائدة وتستند على أدلة محسوسة أو غير محسوسة، تلك التي تشجعك على التفكير والاستنتاج بنفسك. تلك التي بذل منتجوها فيها حهد كبير ناتج عن شغف واهتمام وحب وخوف في آن واحد. كثيرًا ما تتوافر هذه الصفات في منتجي أفلام الغذاء والطعام ، والزراعة وحماية الكوكب والبيئة. شاهدت عدد كبير جدًا من الوثائقيات التي تححدث عن الطعام وأثره الممتد في صحة الإنسان، وزنه و شكل حياته، وأثر صناعته على الاحتباس الحراري والتلوث البيئي. وسألخص لكم أفضل الوثائقيات التي شاهدت وكانت سبب كبير في تغيير كثير من عاداتي الغذائية والحذر في اختياراتي. على الرغم من أني أبتعد كثيرًا عن هذا التاثير إلى أني بمجرد مشاهدة وثائقي جديد أكون قد رسمت خط العودة.

Fat, Sick & Nearly Dead

Sustainable

أعتقد أنه من الضروري للغاية أن نعي جيّدًا كيف نحصل على غذائنا، كيف يحصد وكيف تتم معالجته. كيف دمر وحش الصناعة جودة غذائنا الطبيعي والصحي. الوثائقي Sustainable سيعيد ترتيب مفاهيمك وطريقتك لاستهلاك الطعام. سيجعلك تفهم كيف أثرت زراعة الأغذية بطريقة كيماوية على تغيرات المناخ. وبجانب تأثير إنتاج كميات ضخمة على صحة الإنسان والتربة، فإن خلفها ثقافات دُمرت ومزارع أُغلقت ومزارعين لم يعد لهم مكان في هذه الصناعة. أدعوكم وبشدة إلى مشاهدة هذا الوثائقي الرائع، الذي يخبرنا أصحابه كيف تبنوا التغير وكيف بادروا بعمل شيء يعود بالنفع لأجيال قادمة. لقد لامسني وبشدة اهتمام أصحاب المزرعة بالآخرين وبالعالم. وجود مثل هؤلاء يبقي الأمل لديك في حالة جيّدة خصوصًا بعد ما تعرف عن جشع المصنعين والمستفيدين.

**********

Food Choices

فلم عظيم جدًا.. يعيد صياغة فهمك لحاجتنا الفعلية للغذاء، و التفكير قبل أن نصدق مباشرة أي صيحة غذائية يتم الترويج لها بشكل مستغرب. نشأنا على “حقائق” غذائية ليست ضرورية. الترويج لاحتياج البروتين بالكم الذي أُخبرنا به حتى أصبح من الغريب تقديم وجبة غداء أو عشاء بدون لحم / دجاج / سمك. الصيحة بتناول مكملات الأوميقا ثري والوعود الخيالية لهذه المكملات. أنظمة غذائية مختلفة كلها يقيمها هذا الفلم الرائع. الفلم يوضح لماذا يجب أن نتحول أكثر نحو النظام النباتي وباعتدال وبدون مكملات. وإلى أي مدى المنتجات الحيوانية في هذا الوقت دمرتنا وأصبحت صناعة من أجل المال. على الرغم من ضررها البيئي العالي. هذا الفلم والذي يسبقه أشعرني أننا في خلال 70 سنة دمرّنا الكوكب والطبيعة كما لم يفعل أحد من قبل. أعجبني جدًا اختيارهم للأشخاص وتخصصهم الدقيق وردودهم العلمية على جميع ما يذكر في مجال التغذية. عرفت أن الأغلبية الساحقة من الاختصاصيين تقرأ وتنقل فقط بدون تفكير.

**********

Forks Over Knives

اسم الفلم إبداعي جدًا. كناية عن التوجه للنظام النباتي عوضًا عن استهلاك اللحوم الحيوانية ومنتجاتها. السكين لتقطيع اللحم والشوكة للنباتات. في هذه الفلم حملت تقدير كبير جدًا للأمانة العلمية والبحثية عند الدكتورين وأخص بذلك الدكتور الذي أُبعد من الجامعة بسبب آرائه التي تتصادم مع كبريات الشركات المنتجة للحوم. قدرت أمانتهم وإخلاصهم للعلم على الرغم من أنهم كانوا يمتلكون مزرعة أبقار ومواشي. آلمتني بعض المعلومات التي وردت في الفلم وأحدها كان أن تأثير مزارع الأبقار بشكلها الحالي أكثر من تأثير المواصلات على الاحتباس الحراري وتغير المناخ. أنصحكم بمشاهدته عاجلًا وغير آجلًا وموازنة الأمور في عقلكم أولًا.

**********

Food, Inc.

What the food industry doesn’t want you to see ! مالا يريدك صناع الأغذية معرفته، ما تشاهده عن كيف تصنع الأغذية يتم إخفاؤه حتى لا تقرر بأنك لن تأكل ما يصنعون. هذا الفلم محمل بمعلومات فعلًا صادمة وكأنها نداء الصحوة من كل هذا الاستهلاك الأعمى للغذاء. كانت البداية تقريبًا من ماكدونالدز عندما صاغوا مفهوم جديد للمطاعم بطريقة غير صحية وإنما الهدف كان التقليل من التكلفة دائمًا. تربية الدجاج تغيرت بشكل مذهل ومرعب حتى تتمكن الشركات الكبرى من توفير احتياجات المُزوَّد لهم بدون أي اعتبار لمعايير الصحة والرفق بالحيوان. أذكر حينما شاهدته هالني كثير من ماذكر وأحدها هو عدم قدرة الدجاجة على حمل نفسها والوقع بعد كل خطوتين لأن عظامها لا تتحمل وزنها الذي زاد بسبب الحقن الهرمونية إلى الحد الذي لم يعد وزنها يتلائم وطبيعتها و تكوين عظامها. على كل حال الفلم جدير بالمشاهدة ولن أتحدث عنه أكثر.

كل هذا الأفلام جعلتني مع نهايتها أتذكر الآية: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). لكننا نستطيع التغيير تدريجيًّا ، ولكلٍّ منا مساهمته البسيطة التي ستثمر بإذن الله.

*الأفلام معظمها شاهدتها في نتفلكس ولا تتوفر لدي روابط لها.