ثامن تدوينة في تحدي التدوين لشهر أبريل 2016: دوّن عن آية عالقة بذهنك و تستوقفك كثيراً
منذ مدة طويلة لم أكتب في مشروع كلام الله الذي كنت أضيف فيه تأملاتي الخاصة لآيات استوقفتني، ولذا وجدتها فرصة عظيمة أن أعاود الكتابة فيه من جديد وربما أتجاوز الثلاثين آية :).
لطالما كانت الآية: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا تذهلني وترعبني في آن واحد. لم تمر علي كما أصبحت تمر علي مؤخراً. نعتقد أننا نزاول الشكر بمجرد تمتمات وسلسلة من كلمات الحمد والتسبيح، وهذا جيد بل ممتاز,, لكن الشكر ليس بالألفاط فقط كما توضحه الآية الكريمة .. فالشكر عمل ، الشكر فعل مستمر وليس فقط قول مستمر.. شكر الله على نعمة ليس بـ: شكرا ي الله ثم نمضي في جحود النعمة و الاستهانة بها، إن الشكر يجب أن يكون عمل دؤوب مستمر في حياة كل منا، شكر الله يكون عملاً بالمقام الأول قبل أن يكون قولاً اعتدنا أن نقوله دون أن نمارسه ..
شكر النعمة بحفظها وعدم تبذيرها، عدم التباهي بها أمام المحتاجين. بالصدقة بروح طيبة للضعفاء والمساكين. شكر الظروف السعيدة التي نمر بها يكون بحمد الله مقرونا بفعل الخير للآخرين وعدم التكبر بما آتاك الله من راحة و سعة رزق.. شكر الأعمال التي نحصل بها يكون بإخلاصنا وخوفنا منها وإحساننا في تقديمها للآخرين. شكر الله على أي ظرف سيء نمر به يكون بعدم الجزع في المصيبة، بالصبر و التحمل من أجل نتائج جيدة تثمر بشكرك لله في كل حال. شكر الله على العلم والذهن المتقن يكون بمشاركة هذا العلم مع الجميع.
إن الآية إعرابيا تشير أنه يجب أن نعمل حتى نحقق مفهوم الشكر، فالقعود وعدم إضافة شيء إلى حياتك وحياة الآخرين ومجتمعك ليس بشكرا. لذلك كان: قليل من عبادي الشكور. الآن أنا أفهم لمَ كان الشاكرين قليلون. أفهم لأن الشكر بالعمل مفهوم مغيّب لدينا، ولم نمارسه كما يجب.
أدركت اكثر من ما مضى أنني لم أعمل لله شكرا، لم أنوي في عملي شكرا، لأنني اعتدت على الشكر بالقول أو تذكر أنني بنعمة كبيرة فأتجاهل مايقض مضجعي ثم أمضي. أدركت أن هذا غير كافي للشكر ولن يكفيه يوما شكرا ولا عملاً، لكننا نحاول جاهدين أن نبلغ منزلة الشاكرين، بتعديل نوايانا والتراجع عن كثير من مواقفنا وتذمراتنا الدائمة، بصيانة النعمة ومشاركة الآخرين بما نعلم، بتغيير نوايانا للأفضل وتجديد أفكارنا نحو العمل بشكر.
إن أكثر ما يذهلني في هذا الدين، أنه لاشيء يضيع هباءًا إن أحسنا النية أو صدقناها. كل خطوة وكل عمل يقود إلى مخزون إيجابي في الدنيا والآخرة، حتى الابتسامة في وجه الظروف الحالكة شكر و عمل صالح. حتى مشاركة أبسط معلومة توصلت إليها شكر و إشاعة للخير بين الناس. أمامنا الكثير لنعمله حتى نشكر الله بالشكل اللائق. أمامنا الكثير لنصححه حتى نتجاوز جحودنا و عدم إدراكنا لما حبانا الله به.