سادس تدوينة في تحدي التدوين لشهر أبريل 2016:
ساعد شخص قريب أو غريب بدون مقابل وبرحابة صدر ودوّن عن ذلك.
كوني أعمل في مستشفى فهذه نعمة كبيرة من الله، لأنه بإمكاني مساعدة من يحتاج مساعدة بشكل يومي تقريبا.. أرشد التائهين، أساعد مريضاً في دفع عربته الثقيلة علي.. إن دفعك الفضول عن عملي فانا أعمل في قسم تقنية المعلومات في المستشفى.
كُنت كل ما ضاقت بي الأبواب في أي أمر، أهرع بدون تفكير إلى مساعدة الآخرين غير باغية من وراء ذلك مقابل بشري إطلاقا، لأني أعرف تماما أن الجزاء الأول والاخير للمساعدة والعون هو من الله. لذلك كان من السهل أن لا ألتفت إلى الخلف وألطم جحود الآخرين و عدم شكرهم .. وفي كل مرة أجد الفرج يقترب.. في كل مرة أجد أني أفضل حالاً من الداخل حتى لو تأخر الفرج. أعلم تماماً أن الله في عوني لاني في عون الآخرين.
اليوم والأسبوع الماضي حرصت أن أخرج من مكتبي كثيراً خلال اليوم، والبحث عن من يحتاج مساعدة.. ساعدت رجلان كبيران في السن على الوصول إلى قسم الفسيولوجيا الاكلنيكية، هذا القسم غامض لدى المرضى فلذلك أحظى كثيراً بنعمة دلالتهم على المكان وإيصالهم إلى المكان بنفسي. شعرت بالإحسان وأنا أوصلهم إلى المكان بنفسي طالما أن ذلك لا يؤخر عملي، قررت أني لن أدلهم فحسب، بل سآخذهم بنفسي إلى المكان.. فماذا يعني أن يشعر المريض المسكين أن هنالك شخص أحسن في مساعدتهم و تعامل معهم بكل لطف؟ لا بد أن ذلك يؤثر كثيراً في نفسه ولربما شعر بشعور جيد إيجابي ينعكس على صحته. ساعدت امرأة كبيرة في السن أيضا أن تصل إلى الدور الأرضي وحاولت أن أحسن في المساعدة، تبادلت معها أطراف الحديث والضحكات. كنت أريد لها أن تخرج من المسشتفى بانطباع جميل وأن تدرك أنه مهما كانت الظروف سيئة فلابد أن الله ينعمنا بالكثير من المواقف الجيدة. خرجت في الخارج، وصرت أتجول قرابة الساعة حتى سألتني امرأة أن أبعد كرسيها المتحرك عن الشمس وأبحث لها عن ظلال، ففعلت كما تريد وكي أحسن ابتعت لها قارورة ماء حتى تخفف الحر الشديد عليها، و استمريت بالوقوف معها حتى جاء ابنها بسيارته. تمنيت لها الشفاء والسعادة و ودعتها بدعوات لم أكن أنتظرها..
بعدها بدقائق رأيت أمامي موقف كبير جدا وسعيد، كانت هناك امرأة كبيرة تبحث عن من يوصلها، فلم تجد من يساعدها. توقفت وسألت امرأة غريبة مسنة تنتظر ابنها وقالت لها هل بإمكانكم توصيلي إلى مكان سكني. لا أعرف ماقالته الأمرأة المسنة فلم أستطع سماع صوتها المنخفض.. قدم ابنها وأظن أن والدته تحدثت إليه فرد بكل عفوية مُرحّبا بالامرأة عارضا نقلها إلى حيث تريد.. قالت له المرأة: عندكم مركب؟ رد الرجل: أفا عليك ياخالة لاتشيلين هم عندنا ويزيد. قد يبدو لك الموقف عادي ومبالغ في وصفه، لكن لحظتها شعرت بشعور إيجابي جدا، هناك أناس لازالو يحملون تلك الطيبة تجاه الجميع، ولو كنت أنا لفكرت ألف مرة قبل أن أجيب بنعم فسأتوجس كثيرا خصوصا في هذا الوقت والذي تكثر فيه العمليات الارهابية. لكن هذا الرجل و والدته لازالوا يحملون في داخلهم ذلك الكرم الغير مشروط. لقد أحسنو كثيرا في مساعدتها فلم يقلّوها فحسب بل أعرب عن حسن ظيافته بجملته وترحيبه بها. شعرت أن الله يكافئني بشعور جميل خلفه لي ذلك الموقف. كم هو جميل أن ترى مثل هذه الأفعال الطيبة والتي ولابد تؤثر بشكل مباشر على ترابط المجتمع وصحته التفسية.
افتح بابًا لأحدهم، يفتح الله لك أبوابًا. ساعد الآخرين لِتَسْعَد. لا تنتظر مقابل بشري فما عند البشر ينفذ، ، فالمقابل الرباني أجمل وأدوم وأبقى ” مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ “. لا ترتبط كثيرا بردات فعل البشر، فحتما هناك من سيجحد وينكر، وهناك من سيتصرف بوقاحة مثل ما هنالك بشر سيتصرفون بكل لطف وامتنان مقابل مساعدتك .. حينما تفعل ذلك من أجل الله ستتضائل قيمة ردات الفعل وستكبر عندك قيمة واحدة فقط: الثواب الإلهي.. ستكون أقل أنانية وأكثر تفهماً. ستلحظ أن الكثير في داخلك يتغير، ويصبح أكثر سهولة وليونة من ذي قبل. ستربي نفسك كثيرا بالقيام بحاجات الآخرين. وفوق ذلك كله سييسر الله لك ماكان عسيرا، وسوف يضاف ذلك كله إلى أعمالك الحسنة. الاستثمار عند الله أبدي وخالد.
إن من أجمل ما حبانا الله به أننا نستطيع مساعدة بعضنا البعض بدون حد وبدون قدرات خارقة وبدون وفرة مادية، تستطيع مساعدة أحدهم بالتقاط ماوقع منه، بمعلومة كان يبحث عنها. بتربيتة كتف كان يحتاجها صديق أو زميل. بالاستماع إلى مهموم والتخفيف عليه، بمعاونة زميل في إنهاء عمل بدون الخوف من تفوقه أو نكرانه لجميلك. وليكن شعارك خلال ذلك كله: والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.
*الأبواب: السادس عشر و السابع عشر
ميمونة حسين
تدوينة جميلة وقريبة للروح <3
الالهام
كلما اقرأ لك لكمات يا نوال تذرف دموعي فرحاً وحمداً ان الله جعلني اعرفك …. دمتي مؤثرة بكلماتك التي تقلب حالي للافضل بعد الله ___*___ دمتِ سالمة “❤️