لو بحثتنا عن الواقعية في القرآن الكريم والتوازن، لوجدنا أنه كله كذلك.. كتاب لا يقول لك كن مثاليا، ولكنه يقول استثمر أخطائك. هذه الآية تبهرني لواقعيتها أيضا، ولسماحتها الشديدة. ولأنها تراعي القدرات المتفاوتة عند البشر. خلقنا الله سبحانه وتعالى كما يقول في الآية، ليبلونا أينا ( أحسن ) عملا.. ولم يقل ( أسرع ) – ( أكثر ) – ( أكبر ) – ( أعظم ) ، ولكنه قال تحديدا.. ( أحسن ). ليس باستطاعتنا جميعا أن نخترع مخترعات، ولا أن نصل لمستويات ذكاء عالية تمكننا من اختراع يشبه الكهرباء، أو شفرات برمجية تغير وجه العالم، ليس باستطاعة الجميع أن ينجز أعماله بسرعة البرق، ولا بسرعة كبيرة. ليس بمقدور معظم البشر أن ينجز منجزات عظيمة وكبيرة. وليس في حدود طاقتنا جميعا أن ننجز أكثر من عمل في مدة وجيزة ! لكننا جميعا وبجدارة نستطيع أن ( نحسن ) في ما نفعله مهما كان ضئيلا ومحدودا. لهذا ولأسباب أخرى .. كان التفاضل بالإحسان .. وليس بالكثرة أو السرعة أو العظمة، أو الوفرة، ولكنه بالأحسن.. نعم بالإحسان، مهما كان العمل صغيرا أو قليلا، ومهما أخذ من وقت لكنه بالاحسان يصبح أعظم عند الله. إذ أن سر الأعمال يكمن في أدائها بإحسان وليس وفرتها أو سرعة انجازها دائما. مهما كان العمل صغيرا، لكنك أديته بإحسان وأحسنت فيه، ستنجح في الابتلاء. كنت نجارا ً أو سباكا، أو مبرمجا أو طبيبا، لا تهم الألقاب عند الله، ما يهم هو الإحسان.
في مقدورنا جميعا أن نحسن، أن نولي تركيزنا لعمل قد يغير ولو شخص واحد، فنحسن فيه.. في مقدورنا جميعا أن نولي اهتمامنا لعمل واحد في وقت معين فنحسن، في مقدور الجميع أن يحسن بلا استثاء. في استطاعة ربة المنزل أن تحسن بدون أن يكون لها عمل، وإن أحسنت تدبير بيتها وتربية أولادها فهي ليست بأقل على الإطلاق من الذي يحسن في وظيفة ما، في مُخترَعٍ ما. في مقدور الغني و الفقير الاحسان، في مقدور الحرفي أن يحسن في عمله وهو بذلك لا يقل عن الذي يجلس علي كرسي مريح، في مقدور الفنان أن يحسن ، ليس المطلوب منا أن نصبح ( سوبر مان ) لكن في مقدور البشرية جميعها أن تحسن. ٫أن تحسن فقط.
لأننا تخلينا عن مفهوم الإحسان الذي يمتلئ به القرآن وسعينا جريا وراء مظاهر اجتماعية، وقبلنا مقاييس المجتمع المختلة، فقدنا قيمة أعمالنا وأصبحت عبء، وأصبحت الأعمال اليومية تنفصل ذهنيا لدينا عن الدين، ولا ندرك أن كل شيء نفعله في هذه الدنيا من عمل صالح بمقدوره أن يرفعنا في الجنة درجة أو درجات.
الإحسان في كل شيء، عظم أو صغر.. في كتابة تدوينة.. في تويتة.. في كلمة طيبة، في عمل صغير تنجزه، في هدية تهديها لمن حولك.. في العبادات طبعا وأولا.. في حفاظنا علي أوقات غيرنا.. في إخلاصنا حين أداء أعمالنا ، وفي كل شيء حولنا باب للإحسان.. أحسن تصبح لك الدنيا والآخرة أحسن : ).
أيضا : سورة هود آية رقم ٧ | سورة الكهف آية رقم ٧
راحلونْ
:h:
شكراً !
soom
جزيتِ كُلَ خيرّ يّ غآليةة 😉
بيان ,
” وما جزاءُ الاحسانِ الا الإحسان ”
جوزيتي خيرًا (F)
hanonah
ارى هُنا إحساناً وكفى
كلمات جميله جداً تدعو للعمل والإتقان والإحسان به
تدعو للتفائل والإقتناع بما يعمل الإنسان
تدعو لكي يُحسن كل شخص بعمله مهما كان صغيراً بنضره
جزاكِ الله خير
فاطمَة
كلام منطقي جميييييل جدًا (:
شكرا :h:
د احمد
لكي يكون عملك الأحسن انتبه لهذه الملاحظات:
1. العمل الجماعي أحسن من العمل الفردي.
2. العمل الدائم أحسن من العمل المتقطع.
3. العمل ذو النفع المتعدي أحسن من العمل ذو النفع القاصر.
4. العمل الأطول نفعاً أحسن من العمل الأقصر نفعاً.
5. العمل في الفرائض أحسن من العمل في السنن والنوافل.
6. العمل باتجاه هدف واضح أحسن من العمل بدون هدف، أو بهدف غير واضح.
7. العمل المقترن بالإبداع والتطوير أحسن من العمل الرتيب.