إنني أؤمن أكثر من قبل بضرورة تحديد الهدف، وأقصد بتحديده أي: بدقة تامة وبشكل واضح تماما مهما كانت الظروف غامضة. وهذا لأي هدف، صغر أم كبر. وأؤمن أكثر أن سورة الكهف تعزز تحديد الهدف و السعي وراءه، وأن يكون الإنسان واضحا تجاه هدفه، وربما يعلن عنه لرفيقه أو آخرون. إن في سورة الكهف الهدف و وضوحه والسعي وراءه حتى يتحقق أو يحدث الله بعد ذلك أمرا. من أجل ذلك وأكثر استحقت الكهف أن تكون صديقة أسبوعية للإنسان المسلم الذي يجدر به أن يعرف هدفه ويصمم، للإنسان الذي يقتنص أهدافه ويصر عليها. انظر معي في هذا التعبير البالغ الدقة والجمال:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
لا ابرح حتى أبلغ.. إنه الاصرار على الهدف مهما كانت الصعوبات. أن يكون لدينا من الأساس هدفا نعرفه بهذا القدر من الشفافية و التحديد، إن وجود هدف يساعد علي تحفيز الإنسان للوصول إليه ، إن وجود هدف يجعل من عملية الوصول له -على الأقل- شيئا يستحق التعب. ذلك أهدى مِن مَن يمشي بدون هدف ولا هدى معلقا أموره على البركة التي قد تحل أو لا تحل. أن يكون الهدف منطقي و واقعي مع خطة بديلة تحسبا لما قد يحدث، والخطة البديلة ليست إلا وجه آخر للإصرار.. أن أصل لمجمع البحرين أو أمضي له دهرا أو زمانا. إذا ” أو أمضي حقبا “. ياللواقعية في هذا القرآن العظيم. يالهذا التمهيد لصعوبة الحياة وأن الأهداف في مرات كثيرة قد تأخذ وقت أطول أشبه بالدهر، وأن هناك خيارات متعددة لتحقيق الهدف.
هذه الآية تقول لي : أن لا نرجع قبل أن نستكشف الطريق كله. أن لا نستسلم لأنه حتما سيكون هناك مايجعلنا نستسلم وأن نصر ونمضي في طريقنا للتغيير. أن يكون التغيير هدفا والحضارة مبتغى، أن تكون النهضة مقصد، وأن نعلم تماما أننا أمام أمر قد يطول حتى لنقول عنه: إنما أن نبلغ التغيير أو نمضي في ذلك حقبا.
إننا في أمس الحاجة للوضوح مع أنفسنا أولا، ومع الآخرين حول أهدافنا.. إننا في حاجة لأن يكون الهدف واضحا ودقيقا. نحتاج إلى خطة وخطة بديلة. إننا في حاجة شديدة لهدف يجعلنا نقول إما أن نبلغه أو نمضي له حقبا.. نحتاجه لحياتنا الشخضية لأمتنا للعالم. أن لا ننيأس سريعا ذلك أن الكثير من الأهداف تستحق أن نمضي لها حقبا، أن نعي تماما أهمية وضوح الهدف وجلاءه ، أن نتقبل حقيقة أنه كلما تقدمنا سنصطدم بتضاريس لم نعرفها ولم تكن في الحسبان لهذا احتجنا لخطة بديلة، خطة بديلة عن اليأس والرجوع والركون.
رتبوا أهدافكم ، وامضوا لها وتسلحوا في طريقكم ب: لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا.
غدي الجرعي
:he
قرائتي للكهف تُصبحُ أكثر وعيًا أسبوعًا بعدَ أسبوع ..
الله ما أجمل كمّية التحفيز التي أحصل عليها من ” لا أبرَح ” إنها الجُملة المرادفة لكل معاني الإصرار ..
مهمَا عدّدناها .. هي في النهاية ” لا أبرَح ” حتى حينَ أُردف بـعدها بـ ” لَو ” فليسَ ذلك حتمًا إلا طريقًا آخر للثبات والوصول ..
قراءتك هنا من أكثر الأشياءِ جمالًا .. وعمقِ تأمل ..
وهذهِ التدوينة تستحق خمس نجمات ..
ونجمة لأنها أتت في وقتها المناسب لي تمامًا ..
من باب الطمَع / أبحثِ عَن شيء يشير إلى سبيل الحصول على ” دقّة وضوح هَدف ”
باستثناء أن يجعلَ هذا السبيل نفسه هدفَا .. ! <- تحايل على الدماغ
وأجزم أنها ستكون تدوينَة متفوقة أخرى ..
باركك الله يا نوال
وبارك بِك
(F)
اصاله
المدونه حقيقي جناااااااااااان
لك مني اجمل تحيه
بشرى ~
القرآن حياة..
لكن العاقل من أقبل عليه~
فلا كتاب عزيز..إن أعرضت عنه لا يأتيكـ وإن أقبلت إليه ستجد عجب!
كل ما أعلم شيء جديد بفضل الله ثم بفضلك نوال أسعد جداً
لأني سأعيش بشكل أفضل بإذن ربي!
ومع ذلك لم نُؤت من العلم إلا قليلا…
فسبحاااانك ربي
وتسَمـو الروح ..~
وضعتهـآإ شعـآراً لي أمام مكتبي !
شششكراً لهذه التأملات الجميلة ، والإسقاطات ع الوآقع البديعة
سبحان الله ” لا أبرح ” فقط أعطتني دفعة كبيرة للأمام ، فمابالنا لو تأملنا كتاب ربنا بأكمله ! r5
جزآكِ الله خيرا ً (F)
Bassim
في كل مرة أقرأ سورة الكهف أتعمق أكثر بمعانيها العظيمة فأجد حكمة أخرى أو أكثر من حِكم مشروعية قراءتها بشكل متكرر كل أسبوع.
حين يقول الله جل وعلا عن أصحاب الكهف (إذ أوى الفتية إلى الكهف) وكما يعلم الجميع قصة أصحاب الكهف تلك الفئة القليلة المؤمنة العاقلة الحكيمة التي أرادت الهجرة من قرية ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، إلى مكان آمن يعبدون الله فيه. حين هاجروا ماذا قالوا؟ (فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا) هذا الدعاء عظيم جدًا وتزداد عظمته حين اتأمل موقفهم والوضع الذي كانوا عليه فألهمهم الله الذهاب إلى الكهف وحدث ما حدث. القصة عظيمة والأعظم هنا هو (استجابة الله لدعائهم) بتلك الكيفية الغريبة العجيبة وسبحان الله القادر على كل شيء!
طريقة نومهم وطريقة خروج الشمس وغروبها.. الخ من الآيات اللي أخبرنا الله بها في هذه الآيات. الشاهد أن هؤلاء الفتية لم يكونوا يتصورون كيفية استجابة الله لدعائهم.. وحين أقول (الدعاء) هنا، فإني أعود لما أمرنا به المصطفى صلى الله عليه وسلم من استغلال (ساعة الإجابة) في يوم الجمعة.
لا أعلم قد تكون نظرتي تجاه هذا الأمر صحيحة وقد تكون غير ذلك، ولكني أعتقد أنها كذلك! أعتقد أن هنالك ارتباط، والله أعلم وأحكم.
أتتني عدة أفكار ولكني لست متقينا منها وأحتاج لتقويتها بأدلة قرآنية أخرى وأحاديث شريفة، قد أذكرها لاحقا.
المعذرة على الإطالة وعلى الخروج عن لُب الموضوع. شاكر لك هذه التدوينة الرائعة.
طريف
اﻵن تعرفت إلى مدونتك، وهذه هي أول تدوينة أقرأها لك ..
لكن يبدو أنّي سأقضي وقتًا طويلًا ..
عمت مساءًا ..
جينا
مشكورين على المجهود الرائع .. مع تحياتى و امنياتى بدوام التوفيق