كيف أقضي أيام السبت

السلام عليكم أصدقائي المخلصين.. بعد تغيير إجازة نهاية الأسبوع أصبح السبت هو يوم راحتي وهواياتي عوضًا عن يوم الخميس. السبت، اليوم الذي تحوّل ليوم الراحة وقضاء وقت ممتع في بيتي الصغير والقيام بأنشطة وهوايات مختلفة بعد أن كان بداية أسبوع مملة وكئيبة. أصبح السبت من الأيام الثمينة لديّ. الخميس يوم يتجمّع فيه إرهاق الأسبوع كله ولا يصلح إلا لمشاهدة فلم خفيف، أو حلقة من مسلسل لا يتطلب مني جهدًا لمشاهدته. أما الجمعة فهو يوم الاجتماعات العائلية وقضاء الوقت في البيت مع أمي وأبي وإخوتي والأحفاد المنعشين والتحلق حول قهوة المغربية، ثم تناول وجبة عشاء تليق بهذا الاجتماع الحميمي. أما السبت فهو اليوم الذي يمكنني فيه اختراع طقوسي الخاصة، فلديّ اليوم بأكمله لي ولزوجي.

صباحًا:

التجول صبحًا في الرياض بالسيارة من الأنشطة الضرورية لنا في أيام السبت، الزحام أقل في الصباح الباكر وخصوصًا أيام الجُمع وساعات الصبح الأولى يوم السبت. يكون التجول ممتع أكثر في الخريف والشتاء، حيث تكون درجات الحرارة مناسبة للمشي، أو حتى البقاء في السيارة والتنقل من شارع إلى شارع بدون هدف، و شرب القهوة الصباحية، تجربة مقهى جديد أو نوع قهوة جديدة.. حينها يكون تبادل الأحاديث ممتع، حيث لا زحمة تخرجك من طورك ولست على عجلة من أمرك، ولم تبدأ الرياض بعد في الدخول في أوج المزاج الجنوني لمدينة كبيرة. أحب هذا الوقت لدرجة أني أشعر بالشوق له حالما نصل من سفر، فممارسة هذا الروتين كل سبت يشعرني بالأمان وبطريقة ما يعدّني جيدًا لبداية أسبوع جديد. قد يتضمن التجول استكشاف منطقة جديدة، التجول في أحد المكتبات واختيار كتب جديدة.

قد نتناول الفطور في أحد المطاعم، أو المقاهي، أو نتناوله بالسيارة.. ومرات كثيرة نعود إلى المنزل بإفطار شرقي أو نحضر إفطار شهيّ معدّ في المنزل. تكون الخيارات أكثر، بانكيك، وافل، كريب، أو فول معدّ منزليًا أو السفرة الأشهى” نواشف” مع شاي بالنعناع. أحيانًا أشعر بشغف لتحضير وصفة جديدة، وتذوق هذه الوصفة وتقييمها. في الأسبوع الماضي كنت أبحث عن وصفة بانكيك شهيّة وساعدني أصدقائي في تويتر على ذلك، حضّرت البانكيك مع إضافة الفواكه الشهيّة و شراب القيقب مع عصير البرتقال الطازج. من هنا أنشأت تصنيف جديد باسم: فطور السبت. أشارك فيه بشكل دوري وصفات فطور أعددتها ورأيي بها.

ظهرًا:

هي الفترة التي تفوز بفترة الصفاء الذهني، لا أحب الخروج وقتها، وأحب إمضاء الوقت في المنزل فقط، مستلقية على الأريكة معي كتاب أقرأه، أو نشاهد فيلمًا، أو أقوم بالتدوين مع تصفح بنترنست وتمبلر للتغذية البصرية. مرات أمضيها في الاطمئنان على مجموعة قرطاسيتي والعودة لاستكشافها، أو قضاء وقت مدهش مع ذكريات المكتبة الخضراء التي حصلت على مؤلفاتها مجددّا بعد أن قضيت طفولتي في قراءتها و تخيّل نفسي أحد شخصياتها الفاتنة.

إن لم نكن قد تناولنا الفطور، أو كان فطور خفيف، فسيكون في ظهر السبت متسع لتذوق حلوى جديدة مع صنع القهوة العربية غالبًا والقليل من البخور أو شمعة برائحة زكية. على الرغم من بساطة الطقوس إلا أنها تعني الكثير لي.

يبدو السبت أنسب الأيام في أسبوعي للقراءة، نوم جيّد و التزامات أقل، واستعداد ذهني لوجبة قراءة شهية.. غالبًا أُنهي كتاب أسبوعيًّا، أو يكون الكتاب طويل فأنهيه على أسبوعين.. أكثر اللحظات سعادة عندما أقف أمام كتبنا المصطفة لأختار الكتاب الذي سأبدأ به هذا الأسبوع. وأكثر من ذلك سعادة، حينما أُنهي الكتاب وشعور الإنجاز يحتفي بي. يرافقني في كتبي غالبًا شاي أعشاب، أو مشروب موسمي مفضل وحاليًّا : pumpkin spice latte هو خياري الأول..

قد يتخلل يوم السبت بعض التنظيف والكنس والتعطير ومهمات سندريلا الاعتيادية إن لم أكن قمت بها يوم الجمعة 🙂 الانتهاء من سلة الغسيل، التأكد من وجود ملابس نظيفة كافية لبقية الأسبوع والانتهاء من حاجيات المطبخ ونواقص الثلاجة. وربما التفكير في قائمة الغداء والفطور للأسبوع القادم. والخطة الشهيرة الدورية: الأحد ببدأ أكل صحي وأسوي دايت ورياضة، ودائمًا ماتموت هذه الخطة في مهدها.

مساءًا:

مؤخرًا صرت أفضل إعداد وجبة العشاء في المنزل، تجربة وصفة جديدة، أو إعداد طبق لم يسبق لي إعداده من قبل لصعوبته، السبت الماضي حضرت طبق السمك بالرز، كان شهيّ لدرجة أني أشتاق إلى طعمه الآن.. اعتمدت في تحضيره على وصفة هيا البلوي في مدونتها، مع إجراء بعض التغييرات التي ناسبتني أكثر، أضفت صوص التارتار بدلًا من الماينويز للسلطة، قمت بشوي السمك في آلتي المجبلة بدل استخدام المقلاة، أضفت الصنوبر المحمص، وكان كل شيء على مايرام. هدفي القادم: صنع الجريش وسيكون في منتهى اللذة بإذن الله.. بعد ذلك نختار فيلم لمشاهدته، الإنتهاء من أعمال المنزل وتنظيف المطبخ والغسيل، ترتيب حاجيات يوم الغد، تجهيز مبكر لوجبة الفطور في العمل.. توديع نهاية أسبوع والاستعداد لاستقبال أسبوع جديد آملة أن يكون فيه ما يبهج ويدعو للدهشة والتغيير.

وماذا عنكم أصدقائي؟ كيف تقضون السبت أو يومكم المفضل ؟ سأكون سعيدة بقراءة تدويناتكم عن  كيف تقضون أوقاتكم السعيدة أو في تعليقاتكم الملهمة في الأسفل:)