لن يأخذ منك الكثير من الوقت للتفكير والتحليل لتدرك أننا نعيش في زمن يعظّم نهم الوقت لدينا، ونعايش سلوكيات تجعلنا نتمنى لو كان هناك ساعات أكثر في اليوم لنفعل ما يجب علينا فعله، وسلوكيات أخرى تجلدك بقولها لدى “ستيف جوبز” نفس عدد الساعات التي لديك.. وقد يدفع بعضنا أمولًا ليتعلم كيف ينظم وقته ويستفيد أقصى استفادة يمكنها، ونرضخ لنصائح استغلال وقت السيارة أو الانتظار في الاستماع إلى حلقات بودكاست حتى لا “يضيع” الوقت ويمكننا فعل “الأكثر”.. تزدحم حياتنا وخصوصًا مع فائض المنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي باقتباسات “النجاح” والانتاجية و نتناقل عبر حساباتنا أحدث العبارات الرنانة التي سمعناها من ثقافات أخرى عن استغلال الوقت ، وأن قيمتك تكمن فقط وفقط فيما تنتجه مهنيًا و خصوصًا الضغوطات اللانهائية على المرأة بشتى أدوارها.. شبكة الضغوطات هذه أدت بالكثير منا إلى تسول الوقت وتمنيه، والنظر له على أنه شيء صعب المنال فما تكاد رجلك تلمسك الأرض حتى تفكر بالركض مرة أخرى، نهرع لابتلاع أكواب من القهوة لنكسب ساعات النوم -المتوترة أصلًا- بحثًا عن وقت يمكننا معه تحقيق توازن النفس والحياة مع العمل وفعل المزيد والمزيد. ثقافتنا التي أصبحت مؤخرًا مهووسة بالعمل وملاحقة الأحلام ، واشتغال العقل بكل الأفكار الممكنة وكأننا نتهرب من الخلو مع الذات ، مكنت عقلنا بالتغلغل في فكرة أن الفعل نفسه يحمل قيمة أهم من الوجود بحد ذاته.
نسابق من لا نستطيع سباقه ، نسابق الزمن، أيامنا ممتلئة ببدائل سريعة طمعًا في وقت أكثر، وجبات سريعة، طلبات سيارة، نبحث باستماتة عن خدمة سريعة وتوصيل سريع، ونهز أرجلنا خلال الانتظار كرد فعل توتري.. نتعامل مع اللحظة وكأنها عقبة يجب أن نتجاوزها لما بعدها وما أن تحين اللحظة التالية حتى نحيلها إلى عقبة جديدة علينا ركلها وتخطيها دون أن نعي مايحدث فيها لأنه لا يوجد وقت إلا للركض وفعل المزيد من الأشياء. في محاولات دائمة لإيجاد حلول توفير الوقت ولكننا نتهي عند نفس النطقة ، نحتاج إلى المزيد منه لأن هناك الكثير يجب علينا أن نفعله.
هذا الركض والانشغال بما لم يُفعل وتسارع المتطلبات وتزايدها بشكل مكثف لا يتناسب مع الطبيعة البشرية التي تفتر وتمل حتى تحترق مبكرًا ولد ضغوطات هائلة والوقوع في -ما تعرفت مؤخرًا عليه- ( مجاعة الوقت). يقول مصطفى حجازي في كتابه الصحة النفسية:
تطرح على مستوى التسارع وتزايد المتطلبات ضغوط الوقت، فيما أصبح يطلق عليه مجاعة الوقت، حيث يتعذر تلبية ازدحام المتطلبات وتسارعها والسيطرة على وتيرة العمل. وبالطبع فإن مجاعة الوقت تحمل ضغوطًا نفسية هامة حيث تضطرب وتيرة العمل / الراحة، ويتعذر أحيانًا مراعاة احتياجات الدورة البيولوجية. كما أن مجاعة الوقت تنعكس سلبًا على الحياة الاجتماعية والأسرية والقيام بمستلزماتها، من حيث التوفر النفسي. ويؤدي ذلك بالضرورة إلى مزيد من الأزمات والضغوط التي تتطلب مزيدًا من التحمل والقدرة على الاستيعاب، وإيجاد الحلول والبدائل.
لم أكن أدرك أن الكثير من قلقي مدفوع بوهم أني بحاجة لوقت أكثر للحضور في اللحظة الراهنة، لقراءة الكتب المتراكمة، لإنهاء مهام العمل على أكمل وجه، المزيد من الوقت للقاء الأصدقاء ، لحضور المناسبات الاجتماعية، لتجربة وصفات جديدة، لمتابعة كتابة محتوى مميز على منصاتي والمزيد من كل شيء. أصبحت غير قادرة على استعياب الأوقات الخالية من المهام، لم أجيد التعامل معها إلا بالقلق والفكرة الحاضرة في خلفية تفكيري: يجب أن أفعل أكثر ! أصبح الهلع و الذعر يقومان بدور البطولة في حياتي، ومع كل حلول تعدد المهام لازلت أحتاج إلى الوقت لأني في حالة إنهاك دائم لأني في تماهي تام مع مجاعة الوقت. حتى غدوت مشاركة أولومبية في حلقة الركض اللعينة. أركض وأركض ولا أدري علامَ هذا الركض ولمن؟ وهل أحتاج هذا الركض؟ وهل أنا من يريد المزيد من هذه المتطلبات ؟ كيف رضخت؟ ولماذا أود تحقيق المزيد الذي في كل مرة يصبح أكثر وغير كافٍ.
تطلبني إدراك فداحة الأمر إنهاك جسدي شديد نتيجة إهمال صحتي و احتراق عظيم وذبول شعر به كل من حولي حتى بات التوقف ضرورة، والانسحاب حتمي. واجهت الفراغ واللحظات الخالية تمامًا برعب كبداية، ثم استطعت تدريجيًا “بعد عاصفة صحية مروعة- تعلّم معنى الهدوء من جديد والعيش ببطء يتناسب مع الاحتياجات الطبيعية. لا زلت أتعلم وأعيد ترتيب أولوياتي و مواجهة ركضي بالتوقف.. لازلت أحاول الاستماع بحب وانتباه شديد لرغباتي لا ضغوطات الوسط. أتقدم كثيرًا ومرات أشعر بإخفاق لكني تعلّمت أيضًا أن التعافي ليس بالضرورة أن يكون خطّي أو دائمًا متجه للصعود.. التعافي منحنيات غير متكهنة وعلي أن أستمع لنفسي وأسمح لها بالنكوص كما أسمح لها بالإقدام. لقد تعلمت قليلًا الشهور الماضية ولازلت أخطو -ولكن بثبات- نحو مجابهة القلق، وضغوطات مجاعة الوقت وقائمة لا منتهية من مايجب أن أفعله وأتوقعه ..
لن يكون هناك وقت زائد، ماذا ستصنع بالوقت الذي لديك؟
تصالح مع هذه الحقيقة.. داهنها واعقد معها هدنة متجددة. لن يكون هناك ساعات أكثر ، سنوات أكثر .. ولكن هناك أولويات نابعة من رغباتنا الحقيقية.. هل تريد فعلًا عمل كل ما يخطر على بالك؟ هل تريد تجربة شيء ما لمجرد أن الآخرين يتحدثون عنه؟ هل أنت بحاجة للمزيد من الأصدقاء أو المال؟ غربل كل ما يعتريك أخضعه للتدقيق التام، واجرد.. تخلص من الفائض من الأمنيات والالتزامات والمهام.. ليس عليك قول “نعم” لكل شيء. بقدر ما عبارة “رتب أولوياتك” تقليدية إلا أنها حقيقية جدًا.. لقد مررت بدورة غربلة جبرية لكل ماهو مهم في حياتي.. أعدت اكتشاف المهم بالنسبة لي، الناقص والفائض.. وقطعت عهدًا مع نفسي أن أبدأ رحلة التوازن.. تخليت عن أعمال سامة، بيئات عمل تخلق لي المزيد من الجوع للوقت والقلق وإدمان الركض. قلت لا كما قلت نعم.. غربلة أولوياتك كل مدة وحسب الظروف مطلب ضروري لصحتك النفسي وتوازنك البيولوجي.. استخدم هذا الحق.
التوقف حق مشروع.. استخدمه.
نعم توقف.. أقولها بملئ فمي وأتصدى لكل عبارات “تطوير الذات والانتاجية” والتي تقول لك لا تستسلم.. بعض المرات التوقف هدنة والانسحاب بطولة. أحيانًا كثيرة نحتاج أن نتوقف ونسلك طرقًا أخرى أقل صخبًا ، تشبهنا أكثر وتناسب مرحلتنا وعمرنا.. إن كان التوقف سبيل للعافية فتوقف. توقف ساعات أو أشهر. تراجع خطوات وقيم المشهد حسب حاجتك ومرحلتك.. قد تجبرك الظروف أن تتوقف أو أن تتباطأ أو أن تأخذ منعطفًا يطفئ احتراقك، ويعيد طاقتك بعد ركض طويل ومجهد. فترات التوقف المؤقتة تغذي الحماس المنطفئ وتعيد تعريف الجدوى المفقودة .. التوقف يساعدك على هضم كل ماحدث لك وما تفكر به وتنوي فعله. سيهبك بشكل ما تفكير أصفى وعقل أهدأ. في الثقافة الايطالية وصف دقيق للتوقف والذي يجب أن يكون دوري حتى لو كان توقف قصير: Dolce far niente – The sweetness of doing nothing. حلاوة أن لاتفعل شيئا والاستمتاع باللحظة والاحتفاء بها بدون حاجة لزج مهام وأفعال ذات “انتاجية” عالية. مثل هذه اللحظات الذهبية والتوقفات العلاجية قد تكون حاضنات لأفكار قد تكون قادرة بعد إذن الله على تغييرك للأفضل.
الانغماس مخرج..
الانغماس في أمر تحبه يخفف وطأة القلق والشعور الراكض. يدربّك على عيش اللحظة والتوقف عن التفكير في القادم وقبول اللحظة كما هي.. تقول الصديقة منال الزهراني: الحضور حق اللحظة نفسها وليس ما يحدث فيها. انغمست في صنع افطاري، راقبت كيس الشاي وهو يلوّن الماء المغلي بكل خفة في مشهد فني بديع.. صادقت الصباح والمقاهي ، انغمست في صفحات كتب.. اخترت الانتظار بعد ما كنت أهرب منه . استخدمته لمصلحتي هذه المرة ، لصنع ذاتي واكتشافها من جديد.. لتعلم التوازن. أتعلم اغتنام التأجيل والقرارات المعلقة والعيش بمبدأ أنا هنا والآن. أنغمس في العيش بالبطيء.
التأمل عبادة. والنباتات مدرسة..
لا يمكنني نسيان النجوم المصطفة في سماء رحبة في شاطئ العقير بالأحساء.. صوت الموج والهدوء الذي ساد على كل شيء .. لا يمكنني نسيان أثرها العلاجي. ظللت أتأمل السماء وكيف خلقها الله، لم يكن يشغل عقلي وقتها أي شيء سوى تأمل جمال المشهد ورقة الصوت واتصالي بنسمات هواء خفيفة سرقت مني ثقل في روحي.. راقبت الموج في شواطئ أملج ومع كل ثورة م،جة تستقر روحي، تماهيت مع الريح التي تحرك عذوق النخل على شواطئ ينبع.. تأملت رمال النفود وهضاب نجد، سماء الليل من بيتي .. التأمل عبادة تعيدك إلى خالقك، ثم إلى ذاتك.. حاولت الالتصاق بالطبيعة قدر استطاعتي، استمعت لصوت هدير الماء بكل إنصات ، أسكت حينما تتحدث الطيور كل صباح.. ابتعت النباتات ليس ككل مرة من أجل صور زاهية أو امتاع بصري.. احتضنت النباتات لأتعلم منها.. لأشاهد دورة الذبول، والتأثر بالصيف والشمس الحارقة ثم المحاولات للنجاة من جديد وظور الورق والزهر . ابتعت نباتات أتعلم من تكيفها وقناعتها بالري القليل .. أشاهدها كل صباح وأبتسم.. وأرجو أن أخضرّ بعد كل اصفرار وأن أورق بعد كل سقوط كما نباتاتي.
الكمال هو العدوّ..
البحث عن الكمال الدائم يجرنا إلى خيبات وسلسلة إحباطات غير ضرورية. نحن مخلوقات نؤثر ونتأثر ولا يمكننا أن نعطي بنفس الجودة كل يوم وكل شهر. كل يوم هو فرصة لي للتعلم أن لا أفكر بالكمال وأن أسعد بالموجود. كل يوم أدرك كيف أن البحث المفرط عن الكمال هو صوت الخوف من الوقوع في الخطأ، أو التعلق بتوقعات الآخرين. يتغذى السعي نحو الكمال عندما نبحث عن أشخاص آخرين /صورة مجتمعية يمنحوننا القيمة. أتصالح بقلب مفتوح مع فكرة أني لست مثالية ولن أصبح. من حقي أن أخطئ، من حقي أن أكون حمقاء بين الحين والأخر، من حقي أن لا أفهم . ليس علي أن أصبح موظفة مثالية كل سنة بمعايير مدير.. ليس علي أن أقوم بترتيب المنزل يوميًا. ليس علي أن أصنع وجبات مدهشة كل يوم. لن أستطيع قراءة كل الكتب. لن أتمكن من صعود سلم نجاح وهمي لم أعد أؤمن به. لن أنتظر منزل مثالي ، لن أبحث عن وظيفة مثالية. سأعقد صداقة مع الآن و أتخفف من الغد. سأعمل على أن أقبل نقائصي وأبني مرونتي بالسرعة التي تلائمني. لن يكون للكمال مقعد أمامي في حياتي ولن أنخدع بكمال الآخرين لقد نضجت بما فيه الكفاية أن أعرف أننا كلنا نخفي نقصنا..
رناد
عندما يأتي النص في وسط معركة الوقت وينتصر واتوقف أنا
شكرًا للمساعده 🤍
Maitha
لو أردت وضع عنوان لهذا النص الرائع سأضع
“دعونا نتنفس قليلًا”، حقًا نحن نلهث في هذه الحياة ونسعى لنسابق الدقائق والساعات ..
ياه كم هو مُحزن.
بشرى السيف
لم أشعر إلا وأنا أتماهى مع النص، أقرأ كل حرف منه على مهل وأتشبع برائحته الهادئة المتزنة .. يبدو أن للمقال تأثيره الفوري
شكرًا نوال، كانت لحظات فاخرة تلك التي قرأت فيها نصك.
..
رائعة ومُبهرة جدًا ، حاولت اقتباس بعض الجمل المؤثرة من المدونة ولكن لكثرتها لم أستطع ، أهنيك على هذا الفكر واللغة الأخّاذة ❤️.
نسرين
مقالة على الجرح، “مجاعة الوقت ” وصف دقيق جدا، اغلب ما ينشر اليوم عن كيفية ادارة الوقت واستغلالها بكل ثانية ينسينا ان التوقف هو سبيل المواصلة، اعذريني على التشبيه الذي لا يرقى للغتك الجميلة: السيارة يجب ان تتوقف كل مدة لتعبئة البنزين، كذلك نحن.
دروس التوقف حولنا في كل مكان وكننا نتغافل عنها
اماني المطرفي
مقاله رائعة جداً..
جمال وصف وحرف..
ابدعتي عزيزتي💗
ميمو
عزيزتي أبدعتي بالكتابة وأنا ألحق معك نحو كلماتك التي انبعثت من روحك لتصل لأرواحنا
بالفعل نحن نبحث عن الكمال والإنغماس والركض وراء الدنيا الزائفه
لك كل معاني الحب والتقدير
اخصائيه التربيه الخاصه
الحمد لله الذي بصرني ذلك منذ طفولتي… كنت ولازلت انسانه ناجحه في دراستي وعملي وامومتي… لاني استقطع وقت ممممتع مهما تزايدت المهمات…. التوكل على الله أولا ثم الاقتناع ان هذا الوقت سيمضي يجعلني اكثر صبرا. ََوانتظارا لأوقات سعيده
رهف
لامستني كثير من الكلمات تحديداً في وصفك أن ( لايمكن نعطي نفس الجودة في كل يوم )
الكمال ( هو الخوف من الخطاء وتوقعات الاخرين ) شي مرهق نبحث عن الراحة اتجاه لحظتنا الي هي الشي الوحيد الي نملكه
عاشق الإنجاز
انشاء جميل ونص أدبي منمق
رأي انه مجرد فلسفلة لترويج فكرك (قوة الآن)
جزاء من الفكرة صحيح والباقي دش كلام
رأي أتمنى تقبل الرأي الآخر
يقول الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك”.
“يا ابن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك”.
“أيها الناس! احذروا التسويف، فإني سمعت بعض الصالحين يقول: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ثم لا نتوب حتى نموت”.
“ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل:”
العمل العمل والراحت والاسترخاء للعودة إلى العمل بنشاط الاسترخاء مطلوب ولكن ليس غابة بل وسيلة
خلقنا الله لنعمر الأرض
لا لنسترخي فيها
رهف
شكرًا .. على وقفة كهذه في زمن يغصّ بالركض وراء كل شيء!
ممتنة ..
م. طارق الموصللي
صارعت التشتت لإنهاء المقال بسلاسة، ربما كنت من ضحايا “مجاعة الوقت” أيضًا.
لا تحرمينا من تأملاتك هذه رجاءً
بشرى
الرابعة فجرًا
تدوينة مجاعة الوقت
انغماس أنقذني من لهث عارم
في منتصف التدوينة التقط هاتفي بكل رضا.. واعتذرت عن مشروع بعد مراجعة أولياتي واحتياجاتي (في المرحلة الراهنة)! حرفيًا بكل رضا
أكملتُ القراءة.. ودعوت لك.
دمتِ بسلام
زرافة
“لن أنخدع بالكمال لقد نضجت بما فيه الكفاية أن أعرف أننا كلنا نخفي نقصنا”
شكراً جداً لكلماتك.
صديق من عالم موازي
كانت عيناي تتامل السقف وأنا اتسائل ؛منذ متى وانا هكذا؟ لماذا اهرب من نفسي؟ كم مر من الوقت على ذلك
اجدني مؤخرًا اغمس نفسي بأي عمل مفيد كان ام لا يشبهني ام لا ،اتفاقًا مع مقولة (على المرء ان يبقى مشغولًا الى الحد الذي يلهيه عن تعاسته) لكن ماذا لو كان العمل وكثرته هو سبب تلك التعاسة ..
اقتباس احبه من كرتوني المفضل:
لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة يا عزيزي، ويكمن هذا في أن تعيش اللحظة، وألا تتحسَّر على الماضي على الدوام، أو تفكِّر في المستقبل، بل أن تحصل على أكبر قدر من هذه اللحظة.. سأستمتع بكل لحظة، وسأعرف أنني أستمتع أثناء ذلك. معظم الناس لا يحيون، بل يكتفون بالجري، ويحاولون بلوغ هدفٍ بعيد في الأفق، وفي حرارة الجري تنقطع أنفاسهم ويلهثون فيخسرون رؤية الريف الجميل الهادئ الذي يجتازونه، ثم يكون أول ما يكتشفونه أنهم صاروا مسنين ومنهكين .. لقد قررت الجلوس على جانب الطريق وتكديس الكثير من السعادات الصغيرة، حتى إن لم أصبح كاتبة عظيمة.
– إلى عزيزي صاحب الظـل الطـويل
-الثانية فجرًا
19 مارس 2022
Fahad
مقال غااايه في الروعة والاناقة التسلسل في السرد الجمال في الكتابه العمق في المعاني الابداع في المشاهد .. شكراً لاناملك الرائعة على هذه الكلمات التي من خلالها ندرك مايدور حولنا
راااائع راااائع جداً 👍🏻