مشروع سبتمبر: ٣٠ كوب شاي أعشاب / الأسبوع الثاني

مرحبا بكم أصدقائي من جديد في الجزء الثاني من المشروع .. لازلت ملتزمة، لازلت أشرب يوميًّا كوب أعشاب. بعضها جديدة والآخر مكررة، وبعضها سبق لي تذوقه.. في هذه المجموعة سأتحدث بداية عن مجموعة مغلفات حصلت عليها أثناء زيارتي أنا وفهد لمعرض للقهوة أقيم في لندن The London Coffee Festival سنة 2015. المعرض كان جيّد لعشاق القهوة وطرق تحضيرها والآلات وآخر الصيحات في عالم القهوة وتقنياتها، مزدحم جدّا وفوضوي ومزعج على الرغم من أن الدخول كان بمقابل مادي. عند الدخول تأخذ كيس قماشي من المعرض ليمكنك من حمل العيّنات التي ستحصل عليها أثناء تجولك وبعض البروشورات، الكيس القماشي لازلت استخدمه في حمل الكثير من الأغراض 😀

—————-

أثناء تجوّلنا في المعرض لفت نظري ركن لأحمد تي / شاي أحمد المعروف لدينا، اتجهت مباشرة إلى الكشك، كان يعرض منتجات شاي أحمد المتنوعة كثيرًا لكني في الرياض لم أشاهد في أسواقنا سوى شاي أحمر وشاي بالهيل فقط. شخصيّا أحب الشاي الأحمر بالهيل لديهم وكنت أشربه بشكل يومي، ذكرت ذلك للبائع وأني أفضل شاي أحمد على غيره كثيًرا. فقدّم لي صندوق صغير جدًا منوّع لأعشاب مختلفة، شاي أخضر / شاي انجليزي / وشاي الفواكه والقرفة الخ. جربت بعضها فور وصولنا ثم نسيت أمر الباقي حتى جاء هذا المشروع وأنهيت الكثير من المغلفات التي حصلت عليها كهديّة منهم. وكان شاي الخوخ والباشن فروت أول تجاربي:

أحببته إلى درجة لاتُوصف.. لقد نقلني إلى عالم هادئ أتذوق فيه النكهة الجميلة والمنعشة في استرخاء تام. طعمه “هادئ” ، غير لاذع وليس مرًّا. أعتقد أني سأبتاع منه الكثير حين أجده في زيارة قادمة إلى لندن. شيْ ما في النكهة المنعشة المريحة جعلني أسترخي رغمًا عني، والتقط قناع الوجه المفضل لديّ حاليا، وأن أشعل شمعتي المفضلة. قناع كيلز رائع جدّا وناسبني، كنت نسيت أن أحضره من كوريا ولكني وجدته في جزيرة بالي، فأحضرت علبتين وأنوي إحضار المزيد منه في رحلاتي القادمة. تنظيفه رائع جدًا، لطيف على بشتري ويستحق إعادة الاستخدام. سعره أنسب بكثير من قناع  GlamGlow الرائع أيضًا.

الشاي وجدته مناسب لكتب خفيفة، جالبة للسعادة والمتعة، كتب التغذية البصرية. أو في جولة عبر الانترنت لتصفح إلهامات الآخرين في تمبلر وبنترست. من فوائده: يعمل كمطهر للجسم، مضاد للأكسدة والالتهابات يحتوي على ألياف عالية سهلت عليّ الكثير فهو مانع للإمساك، يحتوي على البوتاسيوم. معزز للمناعة ولصحة القلب والعيون لاحتوائه فيتامين (أ). للتخلص من الضغط والتوتر وأخيرًا وليس آخرا للتحكم في الوزن وضغط الدم.

الكوب وجدته حينما كنت ابحث عن كوب أبيض، بعد ما مللت من كثرة الأكواب الملونة والمليئة بالورود لديّ. يأتي في مجموعة من كوبين بنفس الشكل واللون. وجدت أنه سيكون كلاسيكي ويصلح تقديمه مع أي ابريق أو ترمس كان. أحببت التفاصيل الصغيرة الغير متكلفة في تزيين الكوب والجميل أيضًا أنها بذات اللون. لذلك كان هذا الكوب إضافة كلاسيكية لمطبخي الصغير. كما أن شكله في الحقيقة و الصور يبدو رائعًا.

موضوع الصورة و حكايتها مستوحى من أحد اقتباساتي المفضلة من سي أس لويس: ‘You can never get a cup of tea large enough or a book long enough to suit me” بمعنى: لا يوجد كوب شاي كبير بمافيه الكفاية، ولا كتاب طويل بمافيه الكفاية ليرضيني ويناسبني.

—————-

التجربة التالية كانت من صالح شاي القرفة والميرامية.. التقطته بشغف لأني أعرف قوة الميرامية في الصحة العامة وتوازن الهرمونات وأعرف أثر القرفة على سكر الدم وخلافه. على الرغم من أني لا أتقبل طعم القرفة كشاي، واحبها فقط كبودرة مضافة لوجباتي، لكني أحاول قدر المستاع شربها متى ما سنحت لي الفرصة. وحتى أتقبلها تناولتها مع البسكويت الشهير منذ الطفولة، البسكويت الأخضر :D. أعتقد أن هذا البسكويت الرائع هو من أحد المنتجات التي رافقتني منذ الصغر وحتى يومنا هذا.. لا ألذ منه في لحظة صفاء مع النفس، أو مع قهوة عربية مليئة بالهيل والزعفران..

الشاي كما هو مكتوب خلف المغلف خالي من الكافيين، والميرامية من جنوب أفريقيا. الطعم غير جيّد إطلاقًا. هناك شيء يشعرني بالغثيان بعد كل رشفة. لكني أحاول جاهدة تقبله. أعتقد ان القرفة والميرامية مزيج غير جيّد من ناحية التذوق لكنه حتمًا مزيج جبار من ناحية صحية. فالقرفة معروفة بقدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم، وعلى خفض الكوليسترول الضار. علاوة على مضادات الأكسدة الموجودة في تركيبتها. قرأت أيضا أنها ممتازة في المساعدة على حرق الدهون وخصوصا منطقة البطن. تعزز القرفة النشاط العقلي وتحسن الذاكرة. ممتازة للدورة الدموية وللوقاية من سرطان القولون. الغريب أني قرأت أنها ممتازة لمحاربة الانلفونزا الموسمية ! لم يخطر على بالي أنها جيدة لهذا الشأن. رائحتها الزكية تساعد على تعطير أنفاسك :). أما الميرامية فسأتحدث عنها في الجزء التالي من المشروع.

الكوب حصلت عليه منذ سنوات كثيرة مضت – يظهر لكم حبي للأشياء العتيقة- حين داهمتني فترة حب شديد وهوس بالعصافير المرسومة مع أغصان مزهرة ومورقة. ولا زلت أحمل ذلك الحب وامتد ليشمل لوحات فنيّة و دفاتر وغيرها. ألوان الكوب فخمة وجميلة جدّا. الرسمة على الكوب متقنة وتشعرني أني أنظر إلى لوحة فنية وأنا أشرب الشاي. فليس هناك أجمل من تذوق الفن في كل زمان وحين. حينما أنظر إلى أكوابي وكيف كل فترة حملت نمطًا معين كنت أفضله، أو أحبه .. ابتسم لا شعوريّا فكل شيء نملكه يعكس ذواتنا، تطوراتنا وتغيراتنا. ذائقتنا و مايعبّر عنا في كل مرحلة من مراحل الحياة. إنه لشيء جميل جدّا أن تقتني ما يعجبك ويعبّر عن شغفك مهما كان، فمن خلاله ستنظر إلى نفسك بعد سنوات وستشاهد كيف كنت، ثم إلى ماذا تحوّلت وهل لازلت تملك الشغف نفسه أم لا.

—————-

الشاي الثالث من أحمد وجولة مهرجان القهوة في لندن كان شاي الياسمين. كنت قد اعتدت سابقًا شرب شاي الياسمين مع الشاي الأخضر، كان خيار رائع وممتاز فالياسمين يخفف من حدة ومرورة الشاي الأخضر وإضافة عطرية لا تُقاوم. وجدت شاي الياسمين منفصلًا من ضمن عينات الهدايا من شاي أحمد. أعددتهوتناولت معه فاكهة الشمام المنعشة.

أعتبر هذا المشروب من المشروبات التي أستطيع شربها يوميّا، لخفتها، رائحتها، ومذاقها الرائع. الطعم كان جيّدا للغاية، وكأنك محاط بحديقة جميلة وتشتم روائح زهرة الياسمين. الشعور الذي يجلبه لي هذا الشاي رائع ومريح تمامًا. قررت بعدها أن أشتري منه كمية أكبر وأشربها يوميّا في العمل لتخفيف الضغوطات والهرب لدقائق من المهمات المجنونة والأيام العصيبة في العمل. سيكون خياري الأول لشربه أثناء جلسة مساج. شاي الياسمين معروف بمحاربته البكتيريا، وتعزيز خسارة الوزن مع نظام صحي وحركة، مقاوم لعلامات تقدم العمر، تحسين الدورة الموية وتحسين المزاج والشعور بالراحة. ممتاز لصحة القلب، والوقاية من السرطان. قرأت أيضًا أنه يمنع من الإصابة بنزلات البرد.

أحب الأندلس وما يذكرني بها، وكانت دائما النقوش التي تسمى بالنقوش الإسلامية تجذبني وأحلم بامتلاك أواني سفرة ترضي ذوقي وتحمل النقوش الجميلة. أحب الطراز الأندلسي في المعمار والأواني، ولدي رغبة مشتركة مع زوجي في بناء وتصميم منزلنا القادم بهذا الطراز. الكوب طبعًا لا يحمل زخرفات أندلسة، لكنه يشابهها كثيرًا. شعرت أنه يتصل بعض الشيء ببيئتنا، نقوش وزخارف بسيطة وألوان زاهية. أعتقد أن أقرب ما يطلق على هذه الزخارف هو زخارف الماندالا التي نقلت كنقوش فنية بعد ماكانت رمز للهنود. ابتعت الكوب الكبير ليرضي شغفي بالشاي، ولجمال زخارفه وألوانه التي تضفي الكثير من الحياة على السفرة. أيضا ابتعت معه الصحن في الصورة أعلاه وآنية صغيرة لم تظهر في الصورة. أحب هذا الكوب كثيرًا، وبالطبع أقتنيته منذ مايقارب الست سنوات ولازال يخدمني ولازلت أرى فيه لوحة فنية وقصة أندلسية عتيقة.

—————-

الشاي التالي كان شاي الزعتر البري، حصلت عليه من السوبرماركت المحلي. أحب الزعتر كثيرًا. وأضيفه في الكثير من الوجبات و تتبيلات السلطات ومع ساندوتش الفطور والكثييير. أحبه أكثر حين يأتيني كهدية من أحد الأعزاء في الأردن لأني أفضل الزعتر الأردني بهوس على غيره. من المؤكد أنكم صادفتم في حياتكم من يفتح علبة زبدة الفول السوداني ويأكل منها مباشرة بلاتوقف، لدي ذات التصرف ولكن مع الزعتر.. هذه الأيام أحس بالأمان الزعتريّ. لدي علبة زجاجية كبيرة مليئة بالزعتر، وأحضر لنا صديق فهد الأردني كيس مليئ بالزعتر الأردني الفاخر.. أشعر أني سأكون بخير لمدة طويلة 😀

طعم الشاي جميل جدًا بالنسبة لي على الرغم من أنه لم يعجب فهد. أعتقد أن جودة الشاي ستشكل فارقًا كبيرًا، فمن المؤكد أن هناك شاي زعتر أفضل من الذي لديّ، ونكهته أقوى وأجمل، وسأكون شاكرة إن أدرجت في التعليقات لي وللجميع عن توصياتك لشاي الزعتر… عبق الشرق و حكايات شاميّة خلف هذا الشاي. شاي عطريّ ساحر بفوائد كثيرة: فعّال لتخفيف الكحة وبعض مشاكل القصبة الهوائية، طارد للبلغم، تعزيز المناعة، تحسين المزاج، لخفض ضغط الدم، مضاد للالتهاب والبكتيريا ويحسن من وظائف الكبد.

اللوخة الخشبية في الصورة والتي تحمل كلمة HOPE كانت عمل يدوي صنعته في 2011، أحب هذه اللوحة كثيرًا ، وأحيانا لا أصدق أني صنعت هذا الجمال وأحيانًا أخرى أشعر أنها غير جيدة بما فيه الكفاية.. لازالت تزين منزلي كما زينت غرفتي من قبل .. اشتقت للعمل اليدوي كثيرًا واشعر أني فقدت اللياقة بشكل كبير يصعب معه العودة بسلاسة والإنتاج الجميل.

الكوب الجميل المخدوش كان أحد كنوزي القديمة. حصلت عليه في سنة 2008 حين كان يندر وجود مثل هذا النمط في الأواني. وجدته في أحد محلات الكماليات، مهمل وغير مرغوب – على عكس هذه الأيام 😀 – التقطته مباشرة ومنذ ذلك الوقت وهو يرافقني بشكل متقطع في شرب الشاي أو القهوة المحضرة منزليًا، وكـ Model للتصوير 😀 سبق وأن ظهر هذا الكوب في صورة سابقة لي في أحد تدوينات 2010. ولأنه من مقتنياتي القديمة جدًّا فهو يكتسب قيمة أكبر مع كل سنة تمرّ. عاصر مشروع تخرجي، والعمل الحر، والأيام الجميلة الباردة في غرفتي، ثم البحث عن عمل، والحصول عليه ثم زواجي وسيشهد بإذن الله أبنائي. أيضًا ندرة تواجد هذا النمط في الأواني والأثاث سابقًا واكتساحه حاليّا يخبرنا الكثير عن تغيّر الأذواق ودور الإعلام الجديد والقديم في الترويج و تغيير الذوق العام، وفرض السلع سواء كان إيجابًا أو سلبًا. تتغير قيمة الأشياء بسبب الإعلام والتأثير، كان مجرد كوب مُهمل في محل “أبو ريالين” والآن أصبح هذا الطراز يغزو كل منزل وكل بيت. تمسّكوا بما تحبون في كل وقت مهما كانت قيمته للآخرين.

—————-

وأخيرا شاي القينمايتشا الياباني Genmaicha Tea.

الشاي الذي سرق حواسي الخمس بجدراة. الشاي عبارة عن شاي أخضر ياباني ورز بني محمص. من أجل وجود الأرز البني اتجهت إلى تفحص الكيس، لمسته مرارًا غير مدركة تمامًا للفكرة ولا للمكونات. كيف يمكن دمج الأرز المحمص مع الشاي الاخضر؟ وحدهم اليابانيون من يطوّر تلك الوصفات ..  الرائحة كانت رائعة بطريقة غريبة، شيء يذكرني بموقف في الطفولة لم أستطع بعد وضع يديّ عليه، شيء له علاقة بالمكسرات! لكني في كل مرة أشتم الكيس أشعر بذكريات طفولة ضبابية، رائحة الشاي الطازج بأغصانه، والأرز المحمص كانت كفيلة بإنعاش دماغي وكل خلاياه. أما طعمه فكان في غاية الروعة، ندمت على عدم إحضاري المزيد منه. لم يعجب فهد ولم يفهم سبب إعجابي به، لكني وجدته شاي فريد من نوعه حقّا وإضافة ثريّة إلى تجاربي في الطعام.  رائحة التحميص وقوة النكهة في كلا المكونين جعلت من هذا الشاي تحفة تستحق التجربة.. الشاي موطنه وفكرته من اليابان، لكن قرأت أن أحد الشركات البريطانية قد لفقت أسطورة نشأة هذا الشاي كنوع من الترويج – كعادتهم السقيمة- : أن أحد ملاك الأراضي طلب من خادمه إعداد الشاي الاخضر ولكن الخادم سكب بعض من الأرز البني داخل المشروب، فقام الـ Lord بقطع رأس الخادم كعقاب. ولكنه تذوق المشروب بعد ذلك ونال إعجابه فإكرامًا للخادم قام بتسمية الشاي على اسم الخادم Genmai. مجرد أسطورة تسويقية غير قابلة للتصديق. وكأنه لم يكفهم احتلال الأراضي وطمس الهويات!

ولكن نشأة هذا الشاي في اليابان كانت طريقة لإطالة عمر الشاي والاستفادة من بقايا الطعام لإضفاء نكهة تعزز من نكهة وطعم الشاي الأخضر بعد ما يفقد طراوته لعدم وجود طرق متقدمة لحفظه كالثلاجات، كما هو مكتوب أدناه:

“Genmaicha probably had its origins as a way to extended the life of tea that had gotten old. The story that is told in Japan is that it comes from a folk custom of roasting leftover kagami-mochi, a kind of rice cake that is eaten during the New Year holidays, and putting the roasted mochi into tea. Prior to refrigeration, the shelf life of tea leaves did not keep as long. The leaves would lose its flavor after a year, and placing yummy tasting toasted mochi into the tea is one way to combine and enhance both flavors. And as we all know, mochi is made from rice”

الشاي يجمع بين فوائد الشاي الأخضر المعروفة و الأرز البني، فيعتبر كمضاد للأكسدة وفعال في الوقاية من السرطان ويقلل ضغط الدم، ومفيد جدًّا لصحة القلب. بإمكانكم طلبه عبر موقع أمازون . المغلف الذي لديّ كان من حصيلة مشتريات اليابان وتحديدًا من مدينة كيوتو.

الكوب كان أول كوب اشتريته لبيتي الصغير بعد الزواج. قبل سنتين تحديدًا من أحد المتاجر في الرياض. كنت في مشوار صغير مع فهد وشاهدني أحدّق في الأكواب ورسماتها الجميلة، وكنت قد قطعت عهدًا على نفسي بعدم شراء أواني جديدة، لكن فهد فأشار علي باقتنائها طالما أنها تعجبني فلذلك حملته ذنب إخلافي لعهدي 😀 أنا بريئة تمامًا. فسجّل تاريخي أن هذا أول كوب نختاره سوية بعد الزواج، وأول مقتنياتنا لأكواب الشاي الانيقة. في الصندوق كوبين بإناء حامل لهما. سعرها معقول نوعًا ما وجودتها ممتازة .. مظهرها أنيق وتلائم معظم أواني السفرة لدينا. كانت إضافة ممتازة وسعادة ممتدة. شكرًا فهد 🙂 ..

بقية الأعشاب للأسبوع الثاني كانت من صالح النعناع بالزعفران، ولأني سبق وتحدثت عنه فلن أكرر الحديث مرة أخرى. سأسعد بتعليقاتكم وإضافاتكم الثرية لهذا المشروع .. وتوصياتكم وكل تجاربكم الجميلة.