ثلاثون بابا في بروج -الباب الأول-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلنا بروج في بلجيكا بعد قضاء ليلتين في مدينة لوكمسبورغ في دولة لوكسمبورغ الصغيرة الساحرة. في حال وصولنا عند منطقة سكننا تفاجأت بكمية السياح رغم أن الوقت كان في منتصف أكتوبر الماضي. عدد الدراجات كبير جدا، يقودونها مسرعين غير آبهين بالمارة أو حتى السيارات التي تشعر أنه غير مرحب بها في طرقاتهم الضيقة. كان الناس والسياح مختلفون كثيرا هناك، يرتدون ملابس أنيقة جدا ولاسيما أنه وقت الشتاء فذلك يعطيك حرية التأنق بمعطف وشال وقبعة للرأس. منشغلون باكتشاف محلات الشوكلاته وتذوقها، يصطفون طوابيرا عند محلات البطاطا المقلية في أي وقت من اليوم. تبدو عليهم البهجة والاستمتاع بهذه المدينة الرائعة أو كما نسميها بالعامية “وسيعة الصدر” :).

في التجول في مدينة بروج البلجيكية متعة لا يمكنني وصفها، على الرغم من صغر المدينة وانحصار الأماكن السياحية في مساحة بسيطة نسبيا إلا أنها لاتُمل ! تجولنا فيها لمدة 3 أيام، تكررت الأماكن والطرقات لكن المتعة كانت تتجدد. ظللنا نجوب طرقاتها مشياً ونبحث عن شوارع ضيقة ، بيوت أهلها والمتاجر الصغيرة التي تبهرنا بمحتوياتها الفريدة ولم نشعر بالملل. كانت في كل يوم ممتعة أكثر، ورائحة الشوكلاتة المحضرة محليا لا تستطيع الهروب منها، فهي تحاصرك في كل مكان، تنتظرك على رأس كل شارع ونهايته وفي المنتصف أيضا. وإن سلمت من ذلك لن تسلم من السياح والمارة وهم يتذوقون الشوكلاته أثناء تجوّلهم. تحتار كثيرا أي الحلوى ستتذوق؟ وأيها ستهدي ؟ وأي الأشكال المصنوعة بحرفية عالية منها ستحضرها معك إلى وطنك؟

سحرتني كثيرا أبواب المنازل والمتاجر في بروج. سحرتني إلى الحد الذي عزمت فيه أن أخصص يوم من الأيام الثلاثة للتجول بدون هدف حول المنطقة التاريخية كلها وتصوير الأبواب التي تسرق عيني. كانت جميلة جدا، مزينة بالورود كعادة الأوروبيين. متناغمة مع المنزل وفي أحيان أخرى كانت متناغمة مع الأبواب المجاورة، وفي أحيانٍ أكثر كانت متناغمة مع الشارع والدراجات والمدينة بأكملها.

سأدرج كل يوم صورة لباب في بروج مع قليل من الحكايات إن أمكن، وأرجو أن تعذر/ين جودة تصويري لأن قلة الممارسة وانقطاعها تسلب من الجودة الشيء الكثير. هذه محاولة عودة للتصوير ، تصالح مع الكاميرا الثقيلة بعين كبيرة تتفحص أخطائي في كل ميلان تسببت به شوارع بروج المائلة والضيقة 🙂