مراجعة فلم Awakenings و the willow tree Beed-e majnoon

* لمن الفلم مايكون بس لإمتعانا أو تمضية وقت ، لمن يكون الفلم يوصل رسالة أو يحكي معاناة او قصة حقيقة، لمن يرتفع فوق كل ترهات وسخافات المناظر المو كويسة.
لمن يركز ع المعنى العميق اللي يتغلل فيك لحد ما تتشبعه ، لحد ما تتيقن ان هالفلم اعطاك معاني ما تتعلمها لا بمدرسة ولا بجامعة ولا حتى بحياتك اليومية. لمن يصير الفلم مكرس لهدف عميق وراقي. لمن الفلم يكون اداة تخاطب فيها العامة بكل اجناسهم وألوانهم ولغاتهم،
لمن تجلس تشوفه وإنت طول الوقت تقول يا الله يا الله ! لمن تخلصه وتحس انك تفكر بالقصة كثير تربطها بحياتك أو بجزء من حياتك ، بموقف أو بجزء من موقف. لمن ينتهي وتتسند على ظهرك وتتنهد وإنت تطالع السقف تفكر في النهاية وتفكر في تشابه اللي حسيته مع بطل القصة حتى لو اختلفت الأحداث أو المسببات او اختلف كل شيء، ولمن تبدا موسيقى النهاية وتكتمل القصة تحس هوا غريب دخل صدرك هالهوا ممكن يكون هوا حزين هوا سعيد هوا احساس المهم انه هوا غير دخل في صدرك وغير فيك شيء; هالساعة يرتقى من كونه فلم إلى ملحمة إنسانية. يكون وسيلة تأثير للي فاتح قلبه وعقله لكل رسالة راقية.
يكون تخليد للألم والفرح وللشعور وللاضطراب اللي نعيشه ويعيشه غيرنا كل يوم. ساعتها هالنوعية من الأفلام لازم ينكتب عنها.

* تخيل تعيش حياة وتسلب منك ثم ترجع ثم تسلب منك مره ثانية. كيف بيكون شعورك كيف بتعيش حياتك وتتأقلم ألف مره مع الألم ومع النقص.. لمن تكون معتاد شيء مو لمجرد العادة لا لمجرد إنه ضروري ويغنيك عن حاجات وسيناريوهات كثيرة وفجأة فقدت هالشيء وعشت حياة أخرى مغايرة تماماً وبعدها صحيت ورجعت للحياة وما طولت ورجعت لحياتك اللي فقدت فيها اشياء كثيرة. فترة التلخبط هذي والاضطراب، الفترة اللي تحسك توازنت وفي لحظة ينقلب التوزان لاختلال ، هذي الفترة بالذات كيف نعيشها ؟ بنقواها؟ عيشوها في هالفلمين :

Awakenings

من أكثر الأفلام اللي أعتبرها underrated ما احسه أخذ حقه أبدا أبدا. ومن الأفلام اللي عشتها بكل دقيقة تمر وبكل تعبيرة وجه للممثلين، ومن الأفلام اللي تحس ان كل ممثل في الدور المناسب له . روبرت دي نيرو وبهدوء ملامحه ما كنت متوقعه بيديع هالقد في دور ليونارد! روبن ويليامز شيء متوقع منه إنه يأدي دور الدكتور بهالبراعة.
القصة حقيقة لدكتور حقيقي موجود إلى يومنا هذا أتوقع ما سمعت خبر وفاته يعني :]
الدكتور هذا حصلت له فرصة عمل في مستشفى للامراض العقلية والإعاقات وشاف العجب العجاب من الشلل والتلف الدماغي والالتهابات الدماغية، حاول يجرب علاجات بعد ملاحظاتة وبحوثه الكثيرة على حالات المرضى، لوهلة اكتشف عقار كيميائي يقدر يصحيهم من حالة اللاشعور والموت الظاهري ، نجح في هالشيء وأيقظهم ، ما ايقظ أشياء أيقظ ” إنسان “. 🙁
تخيل شعور اللي كان في لاشعور لمدة تزيد عن عشر سنوات او 20 سنة وصحى من كل شيء ولقى حاله كذا، تاريخ السنة تغير الحياة تغيرت شكله تغير، العلاقات من حوله تغيرت اللي مات واللي انولد ببساطة حياة ثانية غير الحياة اللي فقد الوعي فيها. كيف يتقبل الحياة الجديدة وهو ما كان مدرك للفترة اللي كان عايشها في اللاوعي.
ولمن فرحت وبديت تتقبل حياتك الجديدة اللي تقدر تسوي فيها كل شيء بنفسك بدون ما أحد يمشك لك شعرك بدون ما أحد يوكلك بدون ما احد يساعدك تقضي حاجتك ترجع تتراجع مره ثانية لحياتك القديمة اللي ولا شيء تسويه لنفسك، كل شيء تسويه انه ساكت وما تشعر وما تفكر أصلا.

المشاهد الـ كفيلة بسحب الدمعة من عينك :
+مشهد روبرت دينيرو لمن يتعرض لنوبة عصبية ويجبر الدكتور يصور الحالة عشان البحوث والعلم.ضيعتني كثييييييييييييييييييييير .!

+ لمن روبرت ودع البنت اللي شافها في حياته الجديدة -ودعها عشان يرجع لحياته القديمة-  بالتحديد لمن مسكت يده المرتجفة وثبتتها عشان السلو ! كان المشهد مؤؤؤؤؤؤؤثر مؤؤؤثر.

+ لمن روبن ويليامز انتبه انه بعزلته يفقد أبسط الأشياء اللي تخليه (يعيش). لمن راح يسأل النيرس عن مخططاطتها لليلة . ( يا الله كم مره فوتنا أشياء عظيمة بسبب اننا نعتبرها غير ضرورية ).

+ في آخر المشاهد لمن كان روبن يطالع روبرت في المقاطع التسجيلية كان متأثر وخلاني أتأثر معاه، كان يقول كيف صحيته لحياة جديدة وبالنهاية رجع لحياة قديمة بسببي ومع كذا يقول لي إنت إنسان رائع .. أفففف بكتني هاللقطة. مدري ليه تذكرت بارت تعيس في حياتي 🙁

+ روبرت ما أعتقد بدع في مشهد كثر هالمشهد لمن كان يحاول يقرأ كتاب وهو يتعرض لنوبة عصبية كان راسه مو راضي يثبت يأس من القراءة رمى الكتاب بيأس وقال أنا ما اقدر اركز ما اقدر اثبت عيوني كل مابديت أرجع لنقطة البداية وكأني أدور :(.

+ بآخر سبيتش للدكتور لمن اعترف انه لايمكن يضع الخطأ على الدواء وإنه البشرية تتحمل جزء من الخطا، وإنو أبسط الأشياء ممكن تكون سبب يقظتنا ، الأشياء البسيطة اللي نفقدها في الروح البشرية الأكثر قوة من الأدوية الكيميائية، الأشياء البسيطة والدقيقة في حياتنا وعلاقاتنا وطريقة عيشنا ، الأشياء اللي تربطنا بشيء وممكن تنبهنا بحاجة :

What we do know is that as the chemical window closed another awakening took place.
that the human spirit is more powerful than any drug , and that is what needs to be nourished: with work
play, friendship, family. these are the things that matter. This is what we’d forgotten , the simplest things.

فلم يبكي لو كنت مستعد تخسر كمية دموع كبيرة لمن تشوف روبرت دينيرو يعاني من الأضرار الجانبية للعقار ، ولو كنت مستعد تتنفس وتتنهد بقوة على حياتهم الضايعة وقتها أنصحك تشوف الفلم. وطبعا ما يحتاج أحكي كثير عن الإخراج والسيناريو ولا يحتاج أحكي عن الساوند تراكس الفلم متكامل فنيا وفكريا وكل حاجة. على فكرة القصة حقيقة والفلم مستند على رواية وللمزيد من الإطلاع : http://www.oliversacks.com/awake.htm

the willow tree – Beed-e majnoon

السينما الإيرانية صارت من التوب عندي، صرت أحس إن هوليوود ولا شيء قدام الحس العالي والمحافظ في أفلامها، يعني تقريبا تتطمن وأنت تشوف فلم إنه ما راح يحتوي مشاهد مخلة وما راح تسكر عيونك وما راح تمشي السكورل كل شوي :]

فلم ما يقل إبداع عن الأفلام الأوسكارية، بل يفوقها. هالفلم جلست يومييييين بالضبط وأنا أفكر في شعور هالشخص. باختصار هو شخص اعمى من لمن كان بسن 8، فجأة وبسبب عملية ثانية في رأسه وبعمر الـ 45 اكتشفوا انه ممكن يستعيد النظر ، وفعلا يتسعيده .. لكن ايش بعدين راح يصير ؟ اخليها لإحساسكم ..

تخيلو شخص كل هالمدة أعمى وكيف أقلم حياته على هالشيء حتى زوجته وبنته ما شافهم، وبعدين ترجع له عيونه مبصرة ، تخيلو شعوره وكيف يشوف الأشياء وكيف يتعرف عليها وكيف يكره حياته من قبل ، حتى زوجته ما عجبته ! وراحت عينه على وحدة ثانية، شوفوا كيف انقلب على كل شيء بحياته حتى زوجته اللي مستحملته كان هذا جزاها
طبعا هذا الفلم ورقة ضد الرجال وقلة وفائهم وإخلاصهم :] خخخخخخخخخخخخخخخخخخ
الفلم يصور غضبه على حياته القديمة وكيف انو حس انو من حقه تماما يعيش حياته الجديدة بالشكل اللي يرغبه ويتناسى ويتجاهل حق الناس اللي عاشوا معاه وعاونوه وساعدوه. يا الله بهالبساطة الإنسان ينسى؟!

المشاهد الـ كفيلة تخليك توقف الفلم وتجلس تفكر وترجع تكمله:

+ لمن رجع من فرنسا ، وبالتحديد في المطار ولمن كان يبحلق في وجيه اللي يستقبلونه
يا الله ما يعرف ولا أحد منهم 🙁 يطالع فيهم ومتنح ما يعرف هذا مين ولا ايش يصير له ولا إيش كان بينهم، ما يعرف هالوجه بالذات إيش اللي قدم له.. ما عرف غير أمه بس 🙁

+ لمن اكتشف انه يشوف بعد العملية وجلس يشاهق :”( شاهقت معاه :”(

+ لمن شاف شكله وكيف تغير وكيف كبر .. بكّاني، تخيلت نفسي مكانه !

+ لمن حرق كل أوراقه المتصلة بحياته القديمة وكل ذكرياته شوفوا كيف طارت الأوراق شوفوا كيف فتات الأوراق المحترقة كان يطير حوله :”( كانه قاعد يشوف كل ذكرياته وحياته القديمة تطير من قدامه وتتبدد ! وقسمن المشهد فني درامي لأبعد درجة!

+ صديقه اللي قابله في فرنسا وكان بيخسر نظره، والرسالة اللي أرسلها له ويقول فيها:
( أخبرني مالذي يستحق النظر وأخبرك أنا مالذي يستحق العمى)
أح !

+ لمن حرق كل شيء وش استفاد ؟ عن جد ايش استفاد لمن رجع لحياته القديمة ؟ وش ساعدة هالشيء فيه ؟ لمن بيحتاجها وما بيلاقيها بيعيش شعور لايمكن يسامح نفسه عليه.
مو احنا كذا ؟ نبي نتخلص من كل شيء عشناه من قبل وبكل بساطة نرمي الأشياء ورانا أو نحرقها بأي وسيلة .. هل تعاملنا معاها صحيح ؟ لو رجعنا لحياتنا القديمة والدنيا دوارة كيف بنعتذر لأنفسنا وكيف بنعتذر للأشخاص اللي محيناهم أو حرقناهم ؟ كيف بس كيف ؟

+ مع كل اللي صار رجع تندم على كل شيء عمله، وسأل الله فرصة ثانية..

شوفوا الفلم لو كنتوا محتاجين جرعة حياة ، جرعة إحساس بالحياة ، جرعة ثقة بكل شيء.
شوفوا الفلم لكل الأيام الجاية. شوفوه لحياتكم اللي راحت للتغيرات اللي حسيتوها وبتحسونها في شخصياتكم ، شوفوه للظروف الصعبة والحلوة ..