لطالما أبهرني مفهوم الحج، أبهرني في مناسكه و وجوب حدوث هذه الرحلة على الأقل مرة في العمر لكل مسلم كركن يقوم عليه إسلامه. أفكّر كثيرا في ماهيّته، في الحركات والسكنات التي يفعلها الحاج ثم من بعدها قد يعود كما ولدته أمه طاهرًا، سليمًا من كل ما شابه في هذه الدنيا. التحلل والتحرر من كل ما أثقلنا ، حتى نتوحد بالمظهر و الملبس والقول و الأفعال. أي عظمة في تلك الرحلة تجعل من صاحبها شخص مختلف آخر تمامًا، أي رحمة تتنزل على روح فتجعلها أنقى منها قبل أيام قليلة مضت. أي جمال في هذا الدين الذي يعلمّك أشياء كثيرة عبر رحلة شاقة بعض الشيء، عبر ارتحال و تغيير أحوال وأماكن كتعبير رمزي أن الإنسان هنا مرتحل مهما استقر وسينتقل إلى عالم سرمديّ. كلفتة عظيمة تقول أن الكثير من الأشياء لن ندركها ونتعلمها إلا عبر رحلات وطرق طويلة.. أتأمل في سورة الحج الآية: ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ، فأدرك وأشعر أن هذا مايفعله الحج تمامًا بالحاج الصادق.. يأتي الحج كالمطر على نفس ربما قد أنهكتها الدنيا، وربما على قلب أتعبه ما أتعبه. تحج روح هامدة، فينزل الله عليها من بركات الحج مايجعلها تختلف تمامًا، و كأن الحج ماء يغسل قلوبنا وأرواحنا، كأنه غيمة تمطر في قلب مُثقل من كل شيء ليصبح قلب سليم. كأنه فرصة للحياة من جديد. كرحلة تعطيك بُعد آخر للحياة هنا و الحياة الأخيرة هناك، من خلالها تكتشف منظور مختلف تمامًا عن ما ألفته واعتدته. كاليقظة بعد نوم طويل، كالصفعة بعد غفلة، كالحلم الجميل بعد واقع بئيس. رحلة تغيير ومغامرة تخبرك أن المسلم منا لم ينبغي له يومًا أن يكون راكدًا بلا تجديد، ولا هامدًا بلا حِراك، بل يجب عليه البحث عن التغيير المستمر والتطوّر. ويحدث أنه قد يكون ذلك كله في حجة .
إنه ليس الحج بحد ذاته فقط، إنه الشخص أولًا ومقصده من الحج، إنه رصيد إيمان و شوق الشخص بذاته. إنه مدى قابلية روحه للتماهي مع المشاعر و المناسك المقدسة. شاهدت أُناسا غيّرهم الحج إلى أشخاص أفضل. حياتهم تغيرت بعد ذلك.. تقدّموا روحيًّا كثيرًا فأتت أشياء ينتظرونها، وانفتحت لهم أبواب كثيرة لم تكن متاحة قبل. وآخرون رجعوا من الحج ولم يتغيّر فيهم شيء. لذلك كُن على أتم الاستعداد لخوض هذه الرحلة، لا لإسقاطها من فروضك ولكن لإسقاط كل ما بنفسك من شوائب وعلل. يمكن لها أن تكون أجمل رحلة في حياتك إن أردتها أن تكون كذلك.
يارب بلغنا حجة نعود منها كيوم ولدتنا أمهاتنا، بلاذنوب، بلا أضغان وأغلال. يارب حجة نعود منها والوعي أشمل والإدراك أكبر، يارب حجة تغيّرنا فنغيّر هذا العالم ما استطعنا.
عائشة الجغيمان
ياالله الحج رحلة تغيير فعلا ومشاعر روحانية عظيمة صدقتِ واحترفتِ في وصفها جيدا بارك الله لك نوال لغتك الخصبة ومعانيك النبيلة .. بلغنا الله وإياك تطهير نفوسنا وقلوبنا ولاحرمك الله أجر هذه الكلمات في أيامه العشر الفضيلة .
Nawal
اللهم امين واياك والجميع يارب. شاكرة لك مرورك وتعليقك السخي يا عائشة
مروة
يا رب حجة تزيل بها صدأ القلوب و هموم الصدور، نوال العظيمة
لا كسر الله لك قلما 💙
Nawal
اللهم اميييييين يارب. شكرا لمرورك اسعدني مثير والله 🎀
إسراء
آمين ..
الله يرزقنا حجة صادقة قبل الموت ..
نوال
اللهم اوعدنا بزياره بيتك الكريم، فوعدك خق. هكلني الاشتياق والحنين لهذا البيت الامن. اشتقت لكل ارجاه
واركانه. فعلا منظر مهيب وعظيم هو الحج.