كم يحسن لنا الغربـاء ;

لايحسن لنا الأقرباء كما يحسن لنا الغرباء

للحين أتذكر الإنسان الغريب اللي نزل من سيارته وقدم لي خدمة كبيرة كنت اشوفه بطل لمن كنت صغيرة، وللحين!
كنت صغيرة جدا يمكن ست سنوات ، كان جسمي صغير وطولي قصير جدا .. وضعيفة كأي طفل ! رحت مع أمي بيت خالي اللي هو جمبنا.. وكنت ألعب مع أولاد خالي ، زعلوني وقلت برجع بيتنا ، وطلعت بدون ما تدري أمي ورحت أركض بيتنا .. وقفت عند الباب يمكن ربع ساعة مو قادرة أطول الجرس عشان يفتحون لي اللي في البيت.. كنت أنط انط عشان اوصل وما قدرت آخر شيء بكيت ! مافكرت أروح لامي وأرجع لبيت خالي ، لا بكيت وظليت أنط لعل وعسى أوصل للجرس.. في هالوقت بالضبببط جات سيارة وكان فيها شاب كبير ، رجعت على ورا لاني بديت أخاف، لمن شافني وقف سيارته ونزل منها وكانت نظرته مريحة جدا .. رن لي الجرس وابتسم لي.. محد رد ع الجرس ، شالني وخلاني أضغطه بنفسي .. ماتركني لمن ردت أختي ، وقتها ابتسم لي مره ثانية وركب سيارته وراح ..
أنا ما أعرف مين يكون ولا أتذكر السيارة حتى، انا أتذكر انه كان له شنب وبعد ما فك الازمة حسيته أجمل مخلوق في هذاك الوقت.. كنت أحسه بطل زي سوبر مان ويمكن أقوى .. برنة جرس أثر فيني لحد ما صرت في العشرينات ! ولا اظن بنسى هالموقف أبداً .. أتمنى بيوم يمر هالانسان من هنا لو كان حي ويعرف شقد انا أشكره وشقد كان اللي سواه يعبر عن طيبته وأصله. ويعرف شقد أسعدني هذاك اليوم وكل مره يجي الموقف في بالي ، وابيه يعرف كم مره دعت له أمي هذاك اليوم..

* الغريب انه في الوقت اللي ننتظر من الناس القراب واللي تربطنا فيهم علاقة بشكل او بآخر مساعدة او أي تواجد نلاقيهم يشحون علينا
وفي الوقت اللي المفترض ان الأقراب هم العون والسند نلاقي مواقف كثيرة تثبت لك ان مهما كان حجم القرب والصلة مو كفاية أبدا حتى نعتد فيهم ونعتمد عليهم..

هل أحسنوا لكم الغرباء ؟ هل تركوا فيكم أثر لايمحى ؟!