العشرة الأخيرة:
11- جودة القراءة مقدّمة على كثافتها. إن ما يقدمه لك كتاب قرأته “بجودة” أكثر من ماتقدمه لك قراءة كتب كثيرة بدون تركيز. دائمًا في كل شيء الجودة أهم من الكمية (أيكم أحسن عملًا). وهذا النهج في قراءة القرءان أصلًا، حيث نجد التوجيه دائمًا بنوعية قراءة القران لا بكمية الآيات والسور .. فنجد النصح القراني يتمثل في: آناء الليل وأطراف النهار. حيث يركز على أوقات معينة كفيلة بتحسين قراءتك للقران حسب التركيز والنشاط الدماغي والانتاج. كذلك الكتب، ليس الهدف الأول هو أن تنهي الكتاب لمجرد أن تنهيه، ليس الهدف أن تنهي ٥ كتب في اسبوع. المهم أن تقرأ بجودة لا بكثافة. في البداية قد تحتاج للكثافة لكن ستنضج مع الوقت حتى تصل بنفسك لمرحلة الجودة.. لم يغريني يومًا عدد كتب قرأها أحدهم قدر ما يغريني ويذهلني تمكنه من كتاب استطاع أن يستخلص منه كل ما يمكن وأكثر.
12- الأفكار والأحكام المسبقة لن تجعلك تستفيد من الكتاب تخلص منها وابتعد عن التشخيص والتعصبات بلا طائل. اقرأ من أجلك أنت لا من أجل فكرة عند الآخرين. لن تستفيد من كتاب وأنت متهيء مسبقًا لكرهه أو حبه. كن عذريًّا مع كل كتاب قدر المستطاع، لا يهمك الكاتب كشخص ولا ترفض الأفكار ولا تقبلها قبل أن تقرأ بتعمن وتفكر وتستنج. حينما تقرأ لكاتب كتابًا ولم يعجبك فليس بالضرورة أن تكون بقية انتاجاته سيئة والعكس صحيح! دائمًا أعطِ الفرصة لكتب جديدة، كتّاب جدد.
13- كن سببًا في شهرة كتاب. اكتشف الكتاب الثمين ودع العالم يعرفه من خلالك. أوج سعادتي كانت عندما كنت سببًا في شهرة كتابي المفضل التخلف الاجتماعي. عثرت عليه بعد فضول اعتراني في البحث عن هذه المواضيع، بحثت وبحثت حتى اخترت الكتاب هذا وكتب أخرى لذات المؤلف، اخترته من غير توصية سابقة، من غير معرفة، من غير أي أفكار مسبقة. هكذا بعد عدة أيام توصلت إلى عنوان الكتاب بعد ما جربت البحث بكلمات تشبه العنوان في قوقل. وضعته في قائمتي وانتظرت بشغف معرض الكتاب حتى أحصل عليه. لم يكُ شيء يشجعني لاقتنائه غير فضولي! كانت صفحة الكتاب خاملة لم يكن يرغب في قراءته على القودر ريدز سواي و بضع أشخاص آخرين. بعد ما وجدته في معرض الكتاب (وكنت أحسب أني لن أجده) قرأته! وكأن الكتاب كالفتح العظيم في حياتي، ذلك الفتح الذي يستحق سجود شكر مطوّل لله. تحدثت عنه وشاهدت كيف قفزت أعداد المهتمين به، كيف تغير عدد تقييمات الكتاب، وكيف تعرف الآخرون في محيطي عليه، وبدورهم نقلو المعرفة لغيرهم. وهكذا شعرت بالسعادة، شعرت أني كنت سببًا في أن يعرف القراء كتابًا يستحق أن يقطع من أجله الشجر ويصنع له الورق .
14- لا تتكبر على أي كتاب، ولا تأخذك غزارة المعرفة إلى أبعد مما أنت عليه فعلا فلربما تغيّرت من كتاب لم تعبء به. لاتحكم على الكتاب من عدد صفحاته أو صغر – كبر حجمه. فالكثييير من صغار الكتب قدمت لي مالم تقدمه مجلدات الحشو والمط. لست كبيرًا على أي معلومة ولست بأعلم من كل الناس.
15- بعض الكتب لاتُقرأ مرة واحدة بل مرات كثيرة. فالحالة الشعورية التي تضعك فيها تستحق الإعادة، أو أن بعض الكتب تحتاج إلى قراءة متكررة حتى تُفهم وتُهضم. تعلمت أن علاقتي ببعض الكتب لا يجب أن تنتهي بمجرد الوصول إلى الغلاف الخلفي.
16- القراءة الموجهة والمقيدة أسوأ من عدم القراءة. إنها أخت الجهل. أن تحصر قراءاتك لتوجه معين، أو أن تضع قوانين لطلابك أو أبنائك أن لايقرؤا إلا من كتب معينة فذلك ضرب من الضيق. لن يتسع الأفق ولن تولد الأفكار بدون وجود تناقضات تؤدي إلى صراعات في الأفكار فمنها تولد توجهات وأفكار جديدة مختلفة. لطالما كانت تغيضني القراءة الموجهة من بعض الجهات، أو التوصيلت الخانقة بكتب محددة تعجب منتقيها لا أكثر وتعذي خوفه من قراءة الأفكار المختلفة.
17- القراءة عملية لاتتعلق كثيرا بإنهاء الكتاب بالضرورة لكن باستقراءه والبحث عن الوعي. إذا كان الكتاب لا يلائم معرفتك في الوقت الحالي أو مزاجك فليس من الضروري إكماله، اختر كتاب يتوائم مع حالتك. فلربما سيكون الكتاب ملائم بعد سنة او بعد شهر أو بعد تطوّر معرفي معين.
18- ليس المهم أن يكون لديك معلومات كثيرة أو غريبة.. الأهم أن يتكوّن لديك “منهج فكري ” تشق فيه طريقك في الحياة والتعامل مع الأمور . لذلك القراءة لتنمية الفكر أولى، القراءة للتحليل والربط والتراكم في التغيير هي ما يُجدي.
19- أول الوحي كان: اقرأ.. و كأنها دلالة خفية على أن القراءة بداية للتفاهم، والصعود بالحوار إلى مستويات أعلى. لذلك فكّر بالقراءة على أنها وسيلة للرقي، وسيلة المجتمعات الأولى للتغير والتفاهم مه بعضها البعض.
20- معرض الكتاب عن أي شيء إلا الاستهلاك! إذا كنت لا تقرأ وتخزن كتب حبًا في الاستهلاك والاستعراض فـوفّر النسخة لشخص يقرأها فعلًا..
وبهكذا أنهيت نقاطي العشرين التي سجلّتها تراكميًّا خلال سنوات مضت، حذفت بعضها ودمجت بعضها الآخر سويًّا .. بالنهاية القراءة تجربة خاصة بكل شخص منا، وكل ما أنا متأكدة منه تمام التأكيد أن القراءة إن لم تغيّرك فأنت لازلت لا تقرأ. إن لم تغيرك القراءة فحتمًا أنت في المنعطف الخطأ.
تدوينة ذات صلة مهمّة للقراء ولكل من يود أن يبدأ تجربته مع القراءة، وكيف يقرأ ولماذا يقرأ:
Roro
*صايرة أنتظر الويك اند بشغف ..
أمس شيكت على مدونتك وكان لسى مافيها شيء ..
“قدر ما يغريني ويذهلني تمكنه من كتاب استطاع أن يستخلص منه كل ما يمكن وأكثر.”
فعلا بعض الاصدقاء في القودريدز ، يبهروني بمراجعاتهم للكتب ..يقرؤن عبر السطور .. يضعون أصابعهم وكلماتهم على مواضع جديدة لم أعرها أو ألتفت لها خلال قرائتي ..
أحيانا أشعر بأن الكتاب قيمته الحقيقية تقاس من خلال عيون قارئيه !
اليوم كنت جالسة أفكر في ذات الفكرة .. في الآونة الأخير أصبحت أقرأ ولكن ليس كما يجب ، بمعنى مجرد ما أنهي كتاب ما لا أشعر كما في السابق بأنه خلف في قلبي شيئا !
أثرا ولو بسيطا ..
الله يصب عليك رضاه وفضله وخيره 💚💚
زي ما تملأين نهاية أسبوعنا بسعادة 💚
Nawal
الله يسعدك ياصديقة زي ماتسعدني كلماتك ❤️❤️❤️
ايمن
تدوينة انتظرتها بكل شغف بعد أن أنهيت قراءة العشرة الأولى ! الحمد لله كان انتظارا يستحق …
شكرا جزيلا