أريد تقييم استثنائي .. شيء يفوق الخمسة نجوم .. شيء يميز بعض الكتب عن أخراها .. لا أستطيع إلا أن أحمد الله أن جعلني أقرأ مثل هذا الكتاب، وأعيه وأفهمه، هذا الكتاب جعلني أمارس شعور الدهشة من جديد، جعلني أماطل بالصفحات حتى لا أنتهي من قراءته.. هذا الكتاب سيعرفك تماما معنى التدبر سواء وافقته على مايقول أو لا.. لكنه سيرسم لك طريقة غير تقليدية في التدبر.. ستعلم أن القرآن أعظم من أن تقرأ له تفسيرا فقط، أو أقاويل اسرائيليات لتفسره، سيجعلك تفهم من خلال مايقدمه أن القرآن مترابط جدا و وثيق الصلات، وأشياء أكثر. سيجعلك تشعر أن كل شخص منا بداخله نظرة فاحصة لكتابه المقدس عليه فقط أن يختلي به، دون أي أفكار مسبقة – تقليدية ح أفكار حُشيت في رأسنا. حسبي أن هذا الكتاب نزع مافي رأسي من التقليدية تجاه القرآن الشيء الكثير. كنت أخلع رأسي معه كلما يقول: اخلع رأسك الان.
الكتاب هذا بحث لتحديد الثوابت التي جاء بها القرآن للحياة. لقيام الحضارات، للنهضة وأشياء أخرى،، لتبيان بعض من معجزات غير منتهية في هذه الكلمات. فيلفت نظرك بشدة أن القرآن بحد ذاته معجزة ليست لأنه بديع لغويا و و و ، ولكن لأنه يجعل الانسان يشارك في عملية التغيير، ولأنه نسف أفكار كانت تعشعش في الرؤؤس، في اختيار المفاهيم، وفي تتابع السور، وفي انتقاء الكلمات التي هزت قريش ، ويجب أن تهزنا.
” في كل الرسالات السابقة كان الخطاب الإلهي يعتمد على إعجاز حسي، عصا تسعى، يد بيضاء، طير يعود إلى الحياة.. لكنه في هذه المرة، ربما لأنها المرة الأخيرة، اختار – عز و جل – طريقة أخرى، مضمونا آخر وصيغة أخرى.. إنه يخاطب أول ما يخاطب العقل الانساني هذه المرة دونما اعتماد على الحواس الإنسانية.. إنه يؤسس للغة جديدة. في العلاقة بين الله والإنسن، لغة تعتمد على العقل.. بعدما ثبت للبشر إخفاق اللغات الأخرى في العلاقة بينهم وبين الله. ”
يتكون الكتاب من بابين:
الباب الأول: عناصر الخطاب الإسلامي أساسية، لكن مفقودة
١- التساؤل
٢- البحث عن الأسباب
٣- الإيجابية
٤- الحس المقاصدي
الباب الثاني: أمس واليوم وغدا ؟
-الأمس المستمر.
-مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين.
في فصل التساؤل وجدت شيء عظيم، شيء جعلني أشعر أننا أفسدنا تعاملنا مع القرآن ففسدت الحياة، أخذنا من القرآن ما يعزز مواقفنا الجبانة، وتركنا مقاصده. نغلف الحقائق إن نحن عجزنا عن تفسيرها وننسى أن في القرآن كل الحقيقة.. الحقيقة التي لاتحابي أحدا،، لا رسول ولا نبي ولا بشر..
يا الله.. يا الله.. هذا الكتب أحدث ضجة داخل عقلي.. في جين كان يربط الآيتا والمفاهيم شعرت أني لم أقرأ القرآن من قبل بشكل جيد.. وفي حين تحدث عن تتابع السور يونس – هود و من ثم يوسف.. ونأولها المكي.. جعلني أبكي بشدة، جلعني أدرك أنني ( فوّت ّ ( الكثييير الكثييير من جمال القرآن الكريم وإعجازه، جلعني أدرك أنني في كل مرة أقرأ القرآن قراءة عابرة أخسر أكثر من ما تخسره بورصات العالم في لحظة تدهور اقتصادي. فعلا القرآن بوصلتنا. والله يقول (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ) من كل مثل، أينما وجهنا القرآن سنجد الحلو، وستشير البوصلة علينا بماذا نفعله وكيف نفعله ربما.
هذا الكتاب من الكتب التي جعلتا لقرآن أكثر فاعلية في يحاتي، ومن الكتب التي أخبرتني بصوت مرتفع جدا أنني يجب أن أقرأ القرآن بشكل مختلف، وأنني يجب أن أخلع رأسي من كل الأفكار المسبقة والأفكار التقليدية التي أرهقتني طوال سنون طوال مضت لم أكن أفهم فيها هذا القرآن العظيم.
شيئا آخر بقي أن أقوله.. شكرا للجزء المتعلق بفتنة الصحابة.. شكرا جزيلا.. في الوقت الذي يحذر علمائنا الدينين من الخوض فيه، وفي الوقت الذي نجد أن بعضهم يتهم وويتعدى على آخرون يحاولون شرح مجريات الخلاف. حتى فهم الكثييير أن هناك فجيعة ما، وأن هناك نقص ما ، وأشياء قد تزعزع الإيمان، بينما هي حوادث توضح بشرية الجميع، شيء نفهم من خلاله بشريتنا مهما اختلفت ثقافاتنا ومصادر تلقينا. شكرا للتحليل الذي أورده شكرا للشفافية التي تناول فيها هذا الخلاف، وشكرا جزيلا للجرأة في هذا الطرح، شكرا لهذا الجزء الذي أتمنى أن يقرأه الجميع. الجميع بلا استثناء .. كتاب غيرني بجدارة.. اقرأوه.. ارجوكم خصوصًا في رمضان.. سيجعل من فهمك للقرآن شيئًا آخر،، شيئًا فاعلًا..
اميره
السلام عليكم مساؤك خير والشهر عليك مبارك ، يالله شقد اثرتي فيني وحسيت اني فعلاً قاعده اقرأ القران بدون تدبر ووعي وتمنيت ان يكون عندي الحين ..لكن بإذن الله سأشتريه واقرأه في رمضان هذا..
شكراً من القلب على هذه التوصيه الجميله، والله يجزاك خير الجزاء.