مراجعة My Left Foot و The Curious Case of Benjamin Button

الأفلام الإنسانية واللي تحمل فكرة مباشرة أو غير مباشرة تجلس بالبال مدة طويلة سواء شفتها قبل يومين او قبل شهرين او حتى قبل 10 سنوات.. الأفلام اللي تحكي لك حياة شخص غير عادي وتنقلك لجو حياة هالانسان وتفاصيلها هي الأفلام اللي تساهم في تغيير نظرتك لحياتك حتى لو كنت شخص عادي .. جهزوا نفسكم لهزات قلبية وفكرية .. جهزوا حالكم لتغيير ولو طفيف في نظرتكم للحياة .. هالأفلام لاتشوفها مع البوب كورن أو أي مشروب غازي .. تأكد وإنك تشوف هالأفلام يكون معاك : * كلينكس . * حياتك .

My Left Foot:

الفلم اللي من أول ما تشوفه وإنت تحس بتأثير على حياتك .. وتبدأ تحس انك ولا شيء قدام عزم هالانسان وإصراره .. عادي لو كل شوي وقفت الفلم وجلست تتذكر كيف استسلمت لحاجات عادية بسرعة واستسلمت للفشل وتقارن بين وضعك و وضع الانسان اللي يحكي الفلم حكايته … عادي لو قلت بنفسك : وأنا كل هالتساهيل عندي ومع كذا ما حققت شيء يذكر ! وأنا مع كل الصحة اللي أعيشها ومع كامل طاقتي كـ بشر ما قاعد استغلها . مع إنو فيه ناس أضعف مني طاقة وصحة بكثيييييير لكنهم مستغلين كل شي حواليهم .. اتسائل ياترى لازم نفقد الشيء عشان نحس بقيمته ؟ لازم تتخلى عنا الأشياء عشان مانفقد اهتمامنا فيها ؟

الفلم قصة واقعية لـ Christy Brown الشاعر ، الرسام ، الكاتب .. أيرلندي – انتاج 1989كرستي يعاني من إعاقة شديدة في جسده لدرجة مايقدر يحرك إلا رجله اليسرى وبس .. وزيادة على إعاقته ظروف عائلته الصعبة .. عائلته الكبيرة و الفقيرة ! كان في بداية الامر ما يقدر يتكلم حتى .. عايش حياة صعبة في كل شيء حتى الأكل اللي نعتبره متعة كان عليه صعب كان ينجز كل حاجاته برجله اليسرى بس.. يتحرك فيها ، يزحف فيها ، يشغل اسطواناته فيه و يساعد وينقذ فيها وحتى يحب ويكره فيها ! يعني تقريبا ماعنده تحكم إلا في رجله اليسرى . إعاقته منذ الولادة اللي وقتها ابوه حس بالعجز لمن جاله ولد زي كذا وأصحابه يضحكون علي .. في نفس البار وعند نفس الناس اللي دخل لهم منكسر وحزين بعد 10 سنوات دخل لهم رافع راسه لان كرستي كتب كلمة برجله .. برجله بس !! وهم اللي كان يعتقدونه غبي وما يفهم وهم اللي يجرحونه بالكلام وإنه مايعرف شيء من الحياة ولا الحروف ولا العلم .. كرستي كان فاهم كل حاجة وكان اذكى من الكل بس الوسائل خانته . ومع كذا رجله اليسرى وفت له .. وكتب فيها .. هذا المشهد .. هذا المشهد بالذات عطوه أكثر من الوقت اللي انعرض فيه .. شوفوه بكل احساسكم بكل احساس العجز والانجاز بكل احساس الامومة والطفولة .. بكل احساس الفخر وبكل الحب شوفوه .. تمشي أحداث الفلم في تسلسل راااائع و تنقل للمشاهد مابين الحاضر والماضي كـ حكاية لحياة كرستي بتسلسل منطقي وفي مكانه بالضبط .. الشيء اللي أحسني ما اقد أوفيه حقه ولا أقدر أقول كل الكلام اللي أبي اقوله هو أداء Daniel Day-Lewis اللي أخذ عليه وبجدااارة جائزة أوسكار كأحسن بيرفومانس .. بالضبط مافي شي أحلى من الفلم نفسه والشعور اللي يعطيك ياه إلأا اداء دانييل ..

* المشهد اللي كتب فيه كلمة mother بكيت لمن قلت بس 😐 مع إني ما كنت في مود بكي :] ، بس منظره ومنظر اهله متجمعين يتهجون كلامه كان زي الكهرباء مرت بجسمي .. أمه كانت أول شخص مؤثر بحياته وأول شخص أعطاه كل حاجة تساعده إنه يستمر ..
أمه هي سبب كل حاجة كويسة صارت لكرستي ..

* على إن كرستي ما كانت حياته سهلة ومليانة بمشاكله لكنه ما اهمل قلبه واستخدم حقه المشروع في الحياة و قلبه نبض ومارس حقه الطبيعي وتزوج كأي شخص..

* رسوماته كانت فعلا فن .. وعلى الرغم انها مرسومة برجل وحدة بس.. لكنها كانت تحمل حياته في ملامح كل الوجيه اللي رسمها ..

شوفوا الفلم لو كنتوا تحتاجون دفعة أمل وإنسانية كبيرة .. شوفوه لو حسيتوا بالعجز ، شوفوه لو فقدتوا الإحساس بالأشياء الجميلة اللي تملكونها ..

/

The Curious Case of Benjamin Button:

تخيل تعيش حياتك بالعكس ؟! الناس تكبر وإنت تصغر .. والمصيبة إنه لمن تصغر ماتدري إيش التغييرات في جسمك وخلاياك ولا حتى في الظروف من حولك .. ماتقدر ترتبط بأحد لانكم بتصيرون مناسبين لبعض فترة منتصف العمر .. بعدها ؟!!!

ما أدري وش سوا فيني هذا الفلم .. من جد ما أدري إيش سوا.. يمكن قعدت ساعتين بعد الفلم منسدحة وما اسوي شيء .. بس أفكر بكيف تعيش حياتك backwards ! كيف تعيش على كاونت داون لأيامك وعمرك .. عد عكسي لظروفك وأحاسيسك ولكل شيء بحياتك ..
يعلمك إنو  whether we live life forwards or backward الخارج شيء غير مهم بقدر الداخل ..والأهم هو كيف الطريقة اللي نبي نحيا فيها ونقرر نعيشها وإيش نسوي فيها..

قصة لشخص ولدته أمه بشكل وتكوين واحد عجوز جدن.. حتى عظامه وشكله والتجاعيد اللي في وجهه ، أخذه ابوه من غير علم أمه و وداه لدار رعاية .. أخذته المسؤولة هناك وربته وكان محد متوقع إنه يعيش كثير .. لكنه في كل يوم يصغر عن أول ويصير أقوى ويميل للشباب أكثر من الشيخوخة ..

على إنك تعرف وش بيصير في النهاية مسبقا من بداية الفلم ورواية الأحداث إلا إنك تجهل كيف راح تصير الاحداث هذي بالضبط ؟ وكيف راح تقدم نفسها .. أعتقد الكاتب والمخرج أبدعوا في هالناحية بشكل كبييييييير .. المشاهد في إخراجها كانت رائهة رائعة. تحب الشخصيات وتتعايش معاها وتفرح عشانهم وتحزن على ظروفهم الصعبة .. الإخراج كان ( روعة ) ودوران الكاميرا و الزوايا المختارة شيء يخليك تصفق للكاست .. الديكور طبعا كان شيء رائع ومعيش المشاهد الفترة الحقيقة اللي يحكي عنها الفلم ..

* كل شي بجهة ومشهد لمن رجع صغير مرررره بجهة ثانية .. بكيت بكي لمن قلت بس .. خلاص ماعاد يتذكر كيف عاش حياته ما يتذكر خبراته ولا تجاربه مايتذكر لحظاته الحلوة ولا حتى السيئة .. :”( خلاص صار طفل صغير يبلل سريره ويضحكون عليه بكلمة حلوة عشان ينزل من السقف.. ما يدري إنه عاش حياة بس بالعكس مايدري انه كان حي من قبل اصلا !! بكيت بمقدار برميلين يمكن لمن كانت زوجته تمشيه في الحديقة :”(

* على الرغم إنه ابتعد عن حياة زوجته وبنته تجنبا للمشاكل اللي بتحدث لأنه يعيش بطريقة عكسية إلا إنه بعد فترة رجع يجن لهم ، رغم انه صغر الا انه مانسى عائلته وجا شاف بنته زي الغريب .. وطلع هو وبنته قراب بالعمر !! موقفه كان يبكي .. وقراراته الجديدة اللي اتخذها وانه يعيش بعزلة كانت بحد ذاتها شجاعة ..

* الشيء اللي ماعجبني بالفلم مره هو براد بيت .. يعني ما احسه الوحيد المناسب للدور ، يمكن هو المناسب من حيث الشكل يعني لأنه ممكن يعطي شعور الرجال الكبير وممكن برضو يكون شباب بنفس الوقت .. إلا أنو كان ادائه مو بنفس مستوى الفلم . ما أبي أقول أشوف توم هانكس بداله :$ لأن شهادتي مجروحة في توم . :]

* من عيوب الفلم طوله .. أعتقد ساعتين كفاية للقصة وكفاية انه يتجنب كمية البرود في بعض المشاهد .. ومع كذا أشوف ان الفلم يستحق إنه ياخذ أحسن فلم للأوسكار أكثر من سلمدوق مليونير ! لأن التعب السينمائي والروائي فيه جدا واضح * وجهة نظري :] *

مشاهدة ممتعة للي ماشافهم ..