week 18 | اكتب لكل شيء ومن أجل كل شيء.

تبدو الكتابة مهمة صعبة، لكنها تُشفي كثيرا.. تبدو الكتابة عملية معقدة أذ يتوجب عليك أن تُخرج أفكار – أحاسيس من خلايا دماغك في قالب لغوي، لكن الله جعل لنا اللغة مُنقذ ومنفذ وسبيل لأشياء كثيرة. أن نكتب يعني أن نشفى تدريجيا من ما يثقل دواخلنا، أن نكتب يعني أن نظهر للعالم جزء من تجاربنا بكلمات، أن تكتب يعني أن تعتزل كل شيء إلا حروفك . أن تكتب يعني أن تتطور، أن تكتب يعني أن تتولي مهمة شرفها يتعلق بمدى ماتكتبه. أن تكتب يعني أن تحيا و تنقل تجربة الحياة وتمررها.. أن نكتب يعني أن نكون.

لا أجيد الكتابة كثيرا، ولا أجيد قول كل ما أريده كما يكون، لكنني بدون الكتابة سأكون كائن ميت بلا شك.. لا أعرف ولا أحصي عدد المرات التي أنقذتني فيها الكتابة، وشفتني تدريجيا. لا أعرف كم تدوينة حزينة / محبطة كتبتها وكم شاركتموني الدعم والمواساة عن بعد. لا أعرف كم مره كتبت لراحلين وكم مره لأناس لم يأتو بعد. وكم مره كتبت وأنا أعرف أني لن أرسل ماكتبته للمعني. لكن الكتابة بحد ذاتها تساعدني كثيرا.. أكتب فأتغير، يخف حمل، يُرمى هم، تزيد سعادة .. أكتب فتتغير أشياء كثيرة.اكتب لأنه في البدء كانت الكلمة ولأن الكلمة تفعل مالاتفعله الصواريخ، ولأن الكلمة تأثير ولأننا نستطيع أن نجعلها كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها فالسماء. لأن الكلمة تصنع وتهدم وتبني وتدهش، لأن الكلمة تحمل أكثر من حروفا مصطفا.. لأن الكلمة أكثر من كلمة..

أكتب كل شيء، مايُقال وما لايُقال. اكتب رسالة شكر ، رسالة عتاب مغلفة بمحبة، اكتب رسالة محبة، اكتب رسالة لغائب لن يأتي أو سيأتي. اكتب رسالة لشخص مستقبلي لانعرفه لكننا نعرف أنه سيغير منا الكثير، اكتب رسالة لابنائك عندما يكبرون او رسالة لابنائك المستقبليين الذين لم يأتوا بعد ، اكتب لزوجتك المستقبلية / لزوجك المستقبلي. للذين هم ف يحياتك الآن والذين خرجو والذين لم يدخلوها بعد.. اكتب فما خاب من كتب بصدق.

ليس سهلا أن نتقبل الاختلاف في بيئة ترفضه كثيرا. لكن، ولماذا يجب أن تكون الأشياء سهلة حتى نفعلها ؟ سنقوم بالأشياء الصعبة لأننا أهل لها والله يحب المؤمن القوي. سنتقبل اختلافاتنا الفكرية مالم تؤذي فطرتنا أو تذم خالقنا او رسولنا.. سنتقبل أن في الدين اختلافات وللأفكار طرق ، وسنحب بعضنا وسنجد اتفاقاتنا أولا..  سنتقبل الاخر لأننا ديننا رحب يسعنا ويسع أفكار أخرى، سنتوقف عن الحروب فيما بيننا والصراخ على كل مايخالفنا في فكرة .  لأن الله خلق الأرض كبيرة ومختلفة ومتعددة لنتعلم أنه يوجد غيرنا ملايين من البشر والكثير من البيئات التي كما صاغتنا وأطرتنا صاغتهم وأطرتهم ، لأنهم يرون من الحقيقة غير الوجه الذي نراه. لنتعلم أن الدنيا كبييرة وأنها تسعنا جميعا. لنهدئ من روعنا قليلا فلسنا داذما على حق وليس كل مانقوله بصحيح وليس كل مايقوله الاخرون يومنون به خاطئ. الأرض تسعنا جميعا ومتأكدة أن قلوبنا أوسع : ) .

ليوم مستقبلي آت لامحالة بإذن الله، لشخص ما يستحقه.
:v: