week 19 | عُد للحياة.

نفقد الدهشة تجاه الأشياء الكبيرة والصغيرة عندما نعتادها.. نفقد جزء من إدراكنا للجمال عندما لا نهتم بما ألفناه. نصحو كل يوم وننسى أنه من الإعجاز أن تشرق الشمس مرة أخرى بعد ما أتمت أرضنا دورة كاملة حول نفسها، يأتي الصيف فنتذمر من الحرارة وننسى أنه من المدهش أننا وصلنا لهذه الفصل بإتمام الأرض -التي نحن نعيش فوقها- دورة كاملة حول الشمس. ونحن لاندري ولا نشعر فعليا أنها تدور. نتوجه لأعمالنا صباحا وننسى أنه قبل أكثر من ٢٠٠ عام لم يكن هناك شيء اسمه سيارة، نتناول فطورنا العادي أو الفاخر ولا ندرك أن الكثير من الأصناف لم تكن موجودة من قبل وأنها جميلة فعلا لكننا لم نعد نشعر بجمالها لأننا تخيلنا عن التأمل بين الحين والآخر..

الكثير من الأشياء حولنا مطعمة بالجمال. وأكاد لا أمل من تأمل جمالها ومحاورته أحيانا.. أشعر أني بهذه الطريقة أعود للحياة بعد ما أخذني منها الملل والتعود. تعودت أن أرى الأشياء كل مرة بمنظور آخر. تعلمت أن أتأمل الأشياء حولي وأتخيل لها قصة فتدهشني أكثر ولا أعود أملها. أحببت أن أتعمق في كل حركة كونية حولنا.. الشروق – الغروب – دوران الأرض- منظر القمر في السماء – الهدوء الذي يلف المنطقة في الليل أو النشاط الذي يهزها في ساعات الصبح الأولى.

الآن أدركت لم أصبح التأمل – مجرد التأمل – عبادة.. بطريقة ما تربطك بالله الواحد الأحد أحسن الخالقين. ستصل حتما في نهاية تأملك أن من خلق هذه المخلوقات وأوجد لنا هذه التفاصيل وأعطانا عقول ندرك بها هو الله، فهو بذلك يحوطنا في كل شيء وفي كل وقت..

ربما نحن نسلب حياتنا منا بأنفسنا، لم نعد نقدر الأمور الصغيرة بحثا عن الأمور الكبيرة التي لن ندرك جمالها إن لم نستشعر جمال التفاصيل الصغيرة، تجاوزنا استمتاعنا بشكل كوب القهوة، وبلون القهوة ومذاقها المدهش ! بخضرة العشب، وببسمة طفل غير مزيفة. بألوان زاهية وأخرى داكنة. .. نسينا أن هناك لحظات لايمكن تقديرها بثمن وأن من ينتبه لها سيكن أغنى الناس أفكارا وإيمانا. انتبه للتفاصيل الصغيرة فمنها تُصنع لحظات عظيمة ومنها يُصنع أناس رائعون.

خصص ٣٠ دقيقة من يومك، لتعود للحياة ، للبساطة ، للدهشة.. تأمل في شكل قلمك.. تأمل في شاشة جهازك.. ثم اخرج وارفع رأسك للسماء.. تأمل وسعها ورحابتها. تخيل شكل الحياة بدون صباح يأتي بعد ليل.. تخيل جمال الحياة بجمال صوت عصفور يطير يبحث عن رزقه. تأمل في أي شيء وكل شيء، المهم أن ال ٣٠ دقيقة هذه تكون لعبادة التأمل. أعدك بأنك ستخرج بعدها بمعنويات أكثر ارتفاعا وبابتسامة لاتعرف متى بدأت بالارتسام على وجهك الجميل : ).