ذهبت قبل أسبوعين إلى الخياط الذي اعتدت منذ زمن بعيد أن يخيط لي ” مريول ” المدرسة، بدءًا من الابتدائية مرورا بالمتوسطة وحتى الثانوية. وبعد عدة تجارب لمشاغل نسائية لخياطة المريول لم نجد أفضل منه اتقانا وفهما و إحسانا. عندما وقفت أمام النافذة لأستلم عبائتي بعد تغيير ( الطق طق ) وجدتهم منهمكين جدا بالخياطة واختيار الخيوط، و إدخال القماش تحت إبرة الماكينة وإخراجه منها بكل سلاسة، بت أرقب تركيز ذاك الذي يجلس على اليمين، وفي الفاضل الواقف أمامي مرتديا شريط القياسات. تأملت كثيرا في الديكور المتواضع الجميل، الأكياس المتراكمة على الطاولة كما تتراكم تماما ملفات المواطنين عند الموظفين ذي الدخل العالي، النظارة الذي يرتديها صاحبنا على اليمين، انحناءة الرأس التي تعبر عن التركيز الشديد، لحيته الببضاء والتي تعبر كل شعرة بيضاء فيها عن خبرة طويلة وسيرة ذاتية حافلة وإن لم يعبأ بها أصحاب الشركات. الأمر الذي جعلني أدرك أن الغالبية تستحقر العمل حسب مسماه. فبالطبع نرى أن الطبيب والمهندس ومن في حكمهم أنهم الأكثر إنتاجا والأكثر براعة وذكاءً، ونرى ( بدون مثالية ) أن الصعوبة تكمن في هذه المهن فقط، وأن الجميع لايعاني مايعانيه الطبيب أو المبرمج أو الموظف الذي يخرج من اجتماع ليدخل إلى آخر، وننسى أن العبرة في شيء واحد لا غيره : الإحسان.
نحن قوم مغرمون بالشكليات، نفضل الغلاف على الفحوى، ونتشدق كثيرا بأن مهننا صعبة ولا يخطر في بالنا أن ذلك الخياط أو عامل البلدية يواجه أيضا صعوبات ربما سنعجز عن حلها لو كنا مكانه. فمن يدري قد يُشكل عليه أمر خيط فيصبح اختيار النوع واللون موضوع محير، محير كي يصنع ملابسنا بأجمل حلة لكي نرتديها لأعمالنا ( الخطيرة ). أو قد ينهمك طوييلا لكي يفض خلافا مع عقله حول طريقة حياكة هذا الثوب أو تعديله. يكفي أنه يصنع من قطعة قماش شيئا فاخرا وجميلا قابلا للارتداء والمباهاة أحيانا.
ننسى من صنع لنا الجمال ، ونزعم أننا وحدنا المنتجون أو أصحاب الوظائف ( الهاي كلاس ) ، ونتجاهل حقيقة لابد منها أنه لا أحد أفضل من أحد إلا بالإحسان، فمن يعرف كم خياط أفضل من طبيب رفعناه عاليا، وكم من عامل نظافة ( يزيل أوساخنا التي لم نستطع أن نزيلها بأنفسنا من فرط الكسل ) أفضل من صناع القرار الذين نقف لمرورهم.
فكر ألف مرة قبل أن ترى نفسك تعمل في صنعة أفضل من غيرها. فكر ألف مرة قبل أن تطلق أحكاما جزافية عن أعمال ومهن الآخرين. فكر مليون مرة قبل أن ترى نفسك الأفضل ، لأنه لا أحد أفضل على الدوام.
2days
.
مرّة تصكّر باب أحد الغرف ولا عاد انفتح .. جبت عامل بنقالي وكسر القفل .. بس برضه ما أنفتح .. :5er ..
قلت للعامل وش الحل .. قال ماراح ينفتح إلا بالعتلة .. بس بيخرب جزء من الباب .. قلت أجل أصبر آخذ الكونفيرميشن من صاحب الحلال :] ..
راح ورجع بعد نص ساعة ومعه عامل أفغاني ❓ ..
هالأفغاني معه قفل مركب فيه المفتاح ( لاصق فيه ) ومستحيل ينفصل المفتاح عن القفل .. دخّل هالأفغاني القفل في مكان القفل المكسور .. وخضّ الباب خضّ حتى كاد أن يسقط سقف العمارة :kt ..
وبدقيقة انفتح الباب :la ..
بغيت أخم الأفغاني .. مو لأنه فكني من تخريب الباب .. لكن لأنه لقى الحل الأفضل للمشكلة :da ..
أ.هـ :teeh
AOAO
كل مخلوق بهالدنيَا له فائدة ، حتى النَمل ! فهي تُزيل و تأكل رذاذ الأكل المُتطاير (F)
..
–
نوال .. ممكن تحدثينا عن موضوع “الأهداف” وشلون الشخص يكتب رسالته و رؤيتهِ ؟
:world و شُكراَ ..
آلاء المعيقل
نحن قوم مغرمون بالشكليات، نفضل الغلاف على الفحوى، ونتشدق كثيرا بأن مهننا صعبة ولا يخطر في بالنا أن ذلك الخياط أو عامل البلدية يواجه أيضا صعوبات ربما سنعجز عن حلها لو كنا مكانه.
r5
مب طبيعيّة ستّ نوال r5
ليتك تلخّصين الأفكار في تغريدات ,
كل كلمة هنا , حكمة ودرس ..
ألف شكر :”)
Cherrymoi
سبحان الله كنت اقراء اليوم موضوع مشابه للكاتب عبد الله المغلوث …
المشكلة اننا لا نستطيع الاستغناء عنهم فلماذا نعاملهم بقسوه ؟
بشرى
بالضبط ،
كما قلت نحن هكذا و هم هكذا
والفطن ما يرى حقيقة الامر لا ظاهره..
شكراً نوال رغم اني اعلم انها لا تستوي ذلك الثقل الذي
تحمليني اياه كي اعي اكثر اني مسؤولة
ولكني اقولها شكراً r5
وسنى
أوتعلمين يا نوال ٫ بعد ممارستي للخياطة ( المتواضعه جدا) .. أخبرك بكل ثقة.. الخياطة ليست سهلة على الاطلاق..
والذي يقول ان اتقان المهارات التقنيّة و البرمجه شيء أصعب من الخياطه فأقول له أن كلامه نسبيّ جدّا..
درست نظم المعلومات ،، ومارست الخياطة والحق أن النظم كان أسهل بكثر من الخياطة..
المهن التي تتطلّب مهارة اليد مهن رغم أنها تبدو بسيطه أحيانا إلا أن اكتساب الاحتراف فيها يحتاج صبرا وممارسه لا يمكن للكثير الاستمرار والالتزام بها،،
نوال ،، دوماً ابتسم حين أقرأ لك أي حرف..
😡
سعد الحربي
:yy: :yy: :yy:
أحييك أختي الفاضلة على هذه النظرة وهذه التحليلات التي تدل على فكر راقي يحترم الآخرين ويحترم العمل
لكن أعتقد أنه برغم وجود المبدعين من الخياطين والعمالة بشكل عام إلا أنه ينبغي الحذر منهم فكم من المصائب حدثت منهم لكن المحترم نحترمه ومن أساء يجب أن يُؤدب
وأتمنى من أخواتي البنات أن ينتبهوا في التعامل مع الأجانب خاصة السائقين
لكم كل احترامي وتقديري
وبجد تشرفت بحضور هذه المدونة الراقية بكل حرف فيها وبتفاؤلاتها وألوانها الجذابة والراقية.
وسأتشرف دوماً بالحضور هنا.
طارق
من الجميل أن تتطور أفكارنا حتى البديهية منها …
نحن ننظر لمهنة عامل النظافة باحتقار , لكننا لم نفكر من قبل بمهنة الخياط , و إن فكرنا بها .. فهي نظرة ستكون أعلى من “عامل النظافة” لكنها بالطبع متدنية .. و هي تستحق العكس بالطبع
لا أود الإكثار من الكلام الغير مفيد
باختصار,شكرا ً لمنحي نظرة جديدة لقيمة المهن في المجتمع