بسم الله الرحمن الرحيم.. عندما أتأمل هذه الآية أشعر أنها ليست بحاجة للحديث أصلا… ومرة أشعر أني لا أستطيع أن أعبر عن مافهمته من هذه الآية.. المعنى عميييق ورحمة ابراهيم بمن خالفه شيء إنساني جدا..لم أستطع أن أكف عن التأمل فيها عندما قرأتها..
يدعو ابراهيم عليه السلام ربه بخصوص عبّاد الأصنام – الكفار – / – المتكبرين عن عبادة الله – ويقول رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ.. لاتنسوا أننا نتحدث عن مشركين كفار.. عن عبدة الأوثان.. لكن انظروا إلى فقه الخلاف العظيم.. حتى لو كان الخلاف في المعتقد.. يدعي ابراهيم عليه السلام رب العزة والجلال أن من تبعني فإنه مني ولكن من عصاني وعصاك فأرجو أن تغفر له.. هل بإمكانك لمدة ثواني فقط.. ثواني لا أكثر أن تركز على “من عصاني فإنك غفور رحيم ” .. بماذا تفكر الآن ؟ هل تشعر أننا نعيش في فوضى ؟ هل تشعر أننا لانعلم أدنى آداب الخلاف بيننا كمسلمين.. إذا كان ابراهيم عليه السلام لم يدع على عبدة الأصنام ولم يحرض عليهم بل أرجع الأمر لبارئه وقال فأنت يارب غفور رحيم.. كأنه يرجو أن يغفر لهم ربهم على الرغم أنهم خالفوا صراحة مبادئ الوحدانية لله..
كم نحن بحاجة إلى هذا المبدأ.. أنا لا أستطيع أن أصف كمية الفوضى التي تحدث بيننا كمسلمين .. وبين المشايخ وبين من يخالفهم الرأي.. مباشرة يكفّرون – يطالبون بالحجر .. يتهمون بالإجرام – يحرمون قنوات ويشككون في نوايا أصحابها – يقيمون الدنيا على اختلاف آراء فقهية بينما إسرائيل تشن غارات على غزة ولا يوجد أي تحرك.. كم نحن أيضا فردا فردا بحاجة إلي أن نتعلم من هذه الآية الكريمة.. أن نعي دعاء أبونا ابراهيم عليه السلام.. أن نعلم أن من خالفنا الرأي لايعني أنه كافر أو فاسق أو يريد أن يضل المسلمين.. لماذا أصبحنا نرى أن كل من لايوافقنا هو ضدنا ومجرد عدو آخر في قائمة الأعداء ؟ إن كان ابراهيم عليه السلام التمس العذر للكفار فالمسلمين بينهم أولى بهذا.. ماهي مقدار صعوبة أن تحاول أن تتفهم الطرف الاخر وتكف عن التحريض بين المسلمين ؟ كم سيزيد إيمانك إن ألفت كتاب للتأليب على بعض الدعاة – الذين ليسوا على شاكلتك – ؟ ماذا ستقدم للمسلمين وللأمة ولمشروع النهضة إن عنفت من خالفك وأضعت طاقتك في التحذير منه وتبني الآراء ضده ؟ كم سينقص منك إن حاولت أن تجد نقاط الاتفاق ؟ كم ستكبر إن احتكرت الحق لك ولجماعتك وأسلافك ؟ كيف تمارس انسانيتك إن كنت ترفض التعايش إلا مع من يوافقك أفكارك التي ورثتها من أسلافك .. ؟!
هذه الآية ترسم منهجا لنا مع من نخالفهم.. نبذ العنف في الآراء والدعاء والأفعال وخصوصا مع إخواننا المسلمين. هذه الآية لم تنزل لتكون مجرد آية أو لنزين بها جدران منازلنا.. هذي الآية نزلت لنعمل بها ونعتقد بها.. ونضيفها إلى قائمة مبادئنا.. لنتعاون فيما اتفقنا عليه من الحق وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ونصحح ونقارب بدون عنف وبدون خلافات وفرقة.. ولنحاول أن نفهم غيرنا .. فالحكمة ضالة المؤمن.. وكما قال د.سلمان العودة: بعض من متطرفي الغرب يقولون: إن لم تكن معي فأنت ضدي, وبعض متطرفينا يقولون: إن لم تكن معي.. فأنت ضد الله
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .. يكفي هذا الجهل.. يكفي هذا التشدد..
(((
طيف إنسان
يا رب اجعل هالآية منهجي في الحياة 🙁
شكراً نوال :v:
عبدالرحمن
تدوينة جميلة تستحق النشر
جزاك الله خير يانوال
صرير
تدوينـة رائعـة فعلاً ،، ولفتـة تستحق التأمـل :#
ودي : روح :hug:
نوفه
رائع جدًا فتحتي عينيَّ على هذه الآية
كم نحن بحاجة لتشرب فقه الخلاف في أرواحنا
شكرًا جزيلًا لك
أفنان
“إسرائيل تشن غارات على غزة ولا يوجد أي تحرك.. ”
ليش تبغيننا نتحرك؟!! ليش ما نقول الله يغفر لهم ويرحمهم؟ :kt
ونصير زي أبونا إبراهيم عليه السلام لما دعا بالمغفرة والرحمة للي آذوا ربه بالشرك
حنا بندعي لإسرائيل اللي آذوا بعض أخواننا بغزة أنه ربي يغفر لهم ويرحمهم p:
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } (سورة التوبة 113- 114).
طبعا أتفق معك وجدّا في الخلافات بين المسلمين
ولنتعاون فيما اتفقنا عليه من الحق وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه
domo3
@أفنان:
انتي فهمتي غلط..
انا كنت أقيس منظور ابراهيم ورحمته ع الكفار علي وضعنا كمسلمين واللي احنا اولى بالتراحم بيننا
:اشداء ع الكفار رحماء بينهم ”
عطيني كلمة قلت فيها اننا نستغفر للمشركين :] ؟ أنا كل اللي أبيه اننا نكون مع بعض متفاهمين حتى لو اختلفنا.. لكن لفت نظري دعاء ابراهيم في الوع اللي احنا كمسلمين لما يخالفنا أحد بفتوى بس نشن هجوم عليه ولا كأنه مسلم..
أفنان
آها.. يعني تقصدين أنه أنا ما أطالبكم بشيء صعب ومستحيل, أطالبكم بشيء قدر أبونا إبراهيم ـ عليه السلام ـ يسوي أعظم منه..
ما تقصدين أنه نكون متسامحين مع الجميع عموما والمسلمين خصوصا..
وما تقصدين تمدحين فعل أبينا إبراهيم ـ عليه السلام ـ واستغفاره للمشركين مع أن ربي استثنى فعله هذا, وما أمرنا نقتدي فيه:
{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ….. إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك}
وتطالبيننا نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا..
domo3
@أفنان:
ابراهيم ماكان يبي ينتصر لنفسه.. هنا كل القضية