السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قرأت كثيرا عن تأثر البعض بآية مثلا.. يكررونها طوال الليل ولا ينتقلون للآية التي تليها.. يتركهم أهلهم ويعودون إليهم بعد مدة وهم على ذات الحال.. على ذات الآية والتكرار لايزال.. حسنا هذه الآية جعلتني أعرف شعورهم.. جلعتني أفهم كيف أن تستوطنك آية كريمة ولا تعد قادرا على تلاوة مابعدها.. أصبحت أكررها وتتكرر في رأسي المواقف.. تتكرر في رأسي القرارات الخاطئة عمدا.. القرارات التي لم نتوب منها.. التي لم نسارع لتصحيحها.. القرارات هذه.. هي التي تسببت لنا في مصاعب كثيرا بعد ذلك،، هي ذاتها من حرمتنا رزقا كبيرا.. هي التي عندما احتجنا إلى قرار صائب لم تجعلنا قادرين على اتخاذه.. أثرت فيني هذه الآية كثيرا.. لدرجة لم أكن أتصورها..
نحن نعلم قصة نوح عليه السلام.. نعلم كيف أن ابنه خذله. واستعصم بالباطل.. نعلم مدة السنوات التي قضاها يدعوهم وهم لايزالون يسخرون منه.. ومنهم ابنه.. ابنه لم يكن مسحورا.. لكنه قرر أن لايتبعه ويتبع الباطل.. ابنه في الرخاء قرر أن يكون من عبدة الأصنام.. كانت الفرصة له متاحة طوال سنوات عمره.. لكنه لم يقرر.. لم يؤمن.. لم يقر بالحقيقة علنا وإن عرفتها نفسه سرا.. على كل حال مضت الأيام وجاء اليوم الموعود.. يوم الغرق.. عندما شعر أنه لافائدة من التكذيب.. وأن ما قاله نوح عليه السلام هو الحق فعلا.. لكن بعد ماذا ؟ بعد ان استفذ كل قراراته في قرارات خاطئة.. صرف كل طاقته في اختيار الخطأ وهو بكامل عقله.. مع توفر كل الفرص للنجاة.. عندما أصبح الأمر وشيكا.. عندما غرق الناس ولم يعد الجبل ينفعه.. أصبحت كل القرارات أيضا لاتنفعه.. أصبح الإيمان لاينفع هذا الوقت.. عندما غطاه الماء.. لم يكن مجرد ماء.. هو مجموعة قراراته السيئة.. مجموعة أفعاله الغير جيدة.. هي ذاتها من أغرقته.. لم يكن مجرد ماء..
“وحال بينهما الموج ” يااااه ! أتخيل هذا المهشد في رأسي.. أعددت لهذا المشهد استديو تصوير كامل.. بحر ومياه تموج وسفينة ورجل يغرق يريد النجاة.. لكن النجاة لاتريده.. أتخيل كيف يمد يده بعد أن ندم على كل كلمة سخرية -على كل إعراض – على كل نصيحة سمعها من أبيه ومضى.. أصبح لايستطيع النجاة والدخول إلى السفينة بسبب الموج.. الموج كان حائل قوي.. الموج الذي هو أصلا اختياراته السابقة .. اختياراته التي اختاراها في الرخاء.. عند توفر الحرية للتفكير .. عند توفر الوقت..
قبل ذلك كان حائل بينه وبين ابيه ان يصدقه.. أن يصدقه فقط ويقول آمنت.. وعندما علم الحق حال بينهم الموج.. هكذا بكل بساطة .. أعني: الإنسان عندما يكون في وقت رخاء و وقت الفرصة و”قرر” انه يعرض وينكر.. ويتكبر و”اختار” الحائل بنفسه .. واختار الضلال، اذا جاء وقت الشدة يكون الحائل اجباري مترتب على اختياره في وقت الرخاء..
في الوقت اللذي تنعدم فيه الفرصة.. الأمور تعتمد على استعدادك في وقت الفرص.
فكروا فيها.. فكروا في كل القرارات التي اتخذتموها.. الآن وقت فرص.. الآن وقت تراجع .. وقت إيمان حقيقي غير مشروط..
رحاب سليمان
:h:
لآمست قلبي كثيراً نوال .. جزاك الله خير وجعل هالتدوينات حجة لكِ لا عليك
:”””) يارب دايماً أدعو الله أن يسخرني لما خلقني لأجله
يارب اهدنا سبيل الرشاد
🙂
هنادي !
/
في الوقت اللذي تنعدم فيه الفرصة.. الأمور تعتمد على استعدادك في وقت الفرص
فعلاً .
رائعة يَ أنتِ ()
:v:
noura
أحببت سردك للتأملات بالفصحى كثيراً
وأفكر في قراراتي الخاطئة …
بلسم
عندما غطاه الماء.. لم يكن مجرد ماء.. هو مجموعة قراراته السيئة.. مجموعة أفعاله الغير جيدة.. هي ذاتها من أغرقته.. لم يكن مجرد ماء..
ياااه. .
عميق عميق يانوال.. شعرت هنا وكأني أقرأ لأحمد العمري ..ذات الأسلوب الجميل ..
شكرا نوال :h:
ARWA
ي الوقت اللذي تنعدم فيه الفرصة.. الأمور تعتمد على استعدادك في وقت الفرص…
رائع عزيزتي ..دمتي بود
ألاءْ ،
أصبحتُ اليومَ بضيقٍ شديد !
نتيجةً لأيّامٍعصيبة تكالبت علي ،
فجأة قررتُ أن أدخل مدوّنتك وأقرأ آيه لـ أغيّرَ مجرى صباحي ..
اكتشفتُ حينها ، أن ضيقي ” قرارٌ خاطئ ”
وسأحاول أن أغيّرة :”
شكراً نوال r5 شكراً !
ألاءْ ،
لأيّامٍ عصيبة *
سامي سليمان
الله الله يا نوال!
فتح الله عليك.
لطالما أبقتني هذه الآية في تفكير وتصور خيالي للمشهد القرآني (السينمائي إن صح تسميته )
الله لا تحِل بيننا وبينك ..