أعتقد أن أي مجتمع يدمن الوعظ والخطب النظرية، يصبح عليه أمر التغير أصعب، لأنه يشعر أن جزء من مهمته -وربما كلها – انتهت حين يستمع ، فيخرج من الحديث الوعظي النظري ويمضي لحياته كما دخل فيه.
” قيل أن شخصا علم القطط أن تحمل الشموع له على مائدة الطعام فجاء أحد ضيوفه وهو يحمل في جيبه فأرًا ثم أطلقه على المائدة لتحرقها وتحرق من كان يأكل منها.
إن الذي يريد أن يغير طبيعة الانسان بواسطة الموعظة والكلام المجرد لايختلف عن هذا الذي علم القطط حمل الشموع فالناس يستمعون له ويتأدبون أمامه ويسيرون بين يديه بوقار كأنهم أنبياء. ولا تكاد ترمي لهم بشيء ثمين حتى ينطلقوا وراءه متكالبين، إذ ينسون ماذا قال لهم الواعظ وبماذا أجابوه. ” – مهزلة العقل البشري علي الوردي