أؤمن أن هناك فرق بين “التذكير” – “الوعظ” وبين “بث الرعب” لذلك لا أجد جدوى من نشر أحلام مُفسرة تُنذر بكوارث نويية ونهاية العالم. لا أفهم تسابق البعض لنشرها أمام الملايين من النفوس الخائفة و المضطربة والشاكة أيضا.. الحياة لن تتوقف إلا بإذن الله ولن نستطيع إيقاف علامات الساعة.. لكننا نستطيع التخفيف من حدة الأمور بالتشجيع على مواصلة “غرس” كل ماهو جميل.. بدل أن ننشر الرعب ونساهم في التخذيل ونجر الآخرين معنا إلى اليأس..
ألم يخبرنا حبيبنا عليه الصلاة و السلام أن نستمر في غرس النبتة حتى إذا قامت القيامة؟.. الله يحب المؤمن المنتج.. المؤمن الذي ييأس قليلا لكنه لاينجرف مع يأسه.. المؤمن الذي يعي دوره بأنه وُضع في هذه الأرض ليصنع شيئا .. ليغرس نبتة ولينشر بسمة و ليحيي قلبا ..
أرجوكم فلنتوقف عن نشر مثل هذه الأشياء في حساباتنا و جميع وسائل تواصلنا.. أرجوكم دعونا من التعلق بتفسير حُلم قد يصدق أو لا.. أرجوكم أن لا نُقحم أنفسنا في تأويل الأمور ونشر هذه التأويلات.. أرجوكم لنثق بالقرآن والسنة أكثر.. لنثق ب: “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ” .. لنتوقف عن إثارة مثل هذه الأمور التي لانعلم منها إلا القليل لنتوقف عن تصديق كل مايقال وكأنه الحقيقة المطلقة..
صَدَقوا أم لم يصْدقوا في تفسيراتهم العلمية أو تفسيرات الأحلام، ليس من حق أي أحد تحديد موعد الساعة أو بث الرعب في قلوب العباد. جاء الرسل للوعظ والإنذار ولم يأتوا بالرعب ..
بُثوا الطمأنينة .. وزعوا السكينة على القلوب المتعبة.. تحدثوا بما يستحق الحديث عنه.. كبّروا أحلامكم وأمنياتكم فالله أكبر.. أخرج من يأسك فالحياة قائمة ولا زال للجمال وجود..
“ بشروا ولا تنفروا ”
* البابان الحادي عشر و الثاني عشر
AlNuha
ما حكاية الأبواب نوال؟