لطالما اعتقدت أن هناك فارق كبير بين أن تشك لتهزأ وبين أن تشك لتطمئن وتتأكد. الشك و التخبط جزء حتميّ في حياة كل منا مهما كانت اعتقاداتنا، الأسئلة العميقة التي تزورنا بين الحين والآخر ليس من الأجدى تجاهلها بعشوائية. قدّم لنا القرآن قصة أبينا ابراهيم عليه السلام عبر رحلته من الشك لليقين لسبب، تعرّف على الله بالأسئلة والتجربة والشك أولًا. توصّل إلى اليقين عبر حكمته الخالدة: ” بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي” . إلا أننا قد نفهم اليقين بشكل ضبابي بعض الأحيان، نتصور أن اليقين هي المرحلة التي تنتهي فيها من الأسئلة، أو تجد جميع الإجابات، بيد أن كل هذا غير صحيح، اليقين هو مرحلة مضيئة تتصالح فيها مع ما يجري حولك ولك، اليقين حالة قد لاتستقر فيها، إذ أن اليقين يُشحن كما الإيمان ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين). اليقين مرحلة سلام تصل إليها فلا تعد الأسئلة تقلقك أو توشك أن تلقي بك إلى التهلكة. اليقين أن تتسائل ولكن تثق أن الإجابة مهما غابت أو تأخرت فإنها لحكمة من الله لن ندركها بعلمنا ومحدوديتنا. تدرك أن هناك دائما شيئ لن نفهمه، حكمة مختبئة لن تظهر عاجلًا، مهما فهمنا الحياة ستبقى أمور غيرمفهومة، كيف للطيبين أن يعيشوا جحيمًا،كيف للأشرار أن ينعموا؟ كيف ندعوا ولا يُستجاب، كيف للرزق المادي أن يهرب من بعضنا ويلاحق الآخرين، كيف نجتهد ولاننتج؟، كيف يكون البعض ليس الأفضل ويأتيه ماهو الأفضل؟ كيف يمكن لهذا القتل والتدمير في العالم أن يمر مرور الكرام؟ باليقين وحده فقط تدرك أن مثل هذا الأسئلة تنقلنا من فلك البشر إلى تدبير أمور العباد والذي لاطاقة لنا به ولم نُخلق له. لكنها تأتي لمعظمنا. باليقين وحده تعرف : أن الحياة ليست وفق قانون واحد، ولا تسير على وتيرة واحدة لمعظمنا، وهناك فروقات في الأرزاق وكلٌ منا مبتلى بطريقة ما، وكل ما عظم الابتلاء كل ما عظم الشخص. لكن مايخفف وطأة كل هذا، أن مانراه ليس النهاية، وليس المشهد كاملًا، وأن ليس للانسان إلا ماسعى. وأن الاخرة هي الأبقى، هي المكان الحقيقي لحصد كل ما زرعناه هنا. لست أبحث عن اجابات، أعرف كثيرها. ولست أبحث عن نصائح أعرف أن أقول ضعفها، إنما أكتب شيئا واقعًا لمعظمنا يخاف أن يقوله ولم يوقن بالإجابات النمطية. من أجل اليقين أكتب.
البابان السادس و السابع و العشرون
نِهال عبدالرحمن
عندما تحصارني الأسئلة و أشعر بالضيق فأقف عاجزة فلا أستطيع حل أو تفكيك هذه الحالة . حينها أكون في حالة اضطرار و جوع للسكينة و اليقين و أدعوا الله كما جاتني هذه الأسئلة لسبب ما أن يطمئنني .
الدعاء باضطرار و الحاجة مع الوقت يرحمنا الله و يستجيب عند إستشعارنا حكمة ولو بدت صغيرة لم نكن منتبهين لها قبل ذلك .
هديل
جميلة كلماتك وملهمة دائماً يانوال ..
(اليقين مرحلة سلام) ،يالله يانوال شهية هذي العبارة قلوبنا عطشى والله ليقين يسكنها لنعيش في سلام..
أسأل الله لي ولكم يقيناً ينير دروبنا لايدنسه سؤال.
رنا
موضوع جد يمر عالغالبية وتكثر التساؤلات في أكثر المواضيع التي ذكرتها ولاتوجد لها اجابة مقنعة ودائم ماينتهي لسان حالي بقول الله اعلم 🙂
سلمت يمناك على ماخطت
إيما
الله يسعدك يانوال <3
جد هالموضوع بالذات اللي محتاجته دي الفترة،
كلامك لامس قلبي والله .. الله يرزقنا اليقين جميعاً .
Mehdi
جميل جدا، أذكر في فترة ما كنت اتوقف عن قراءة كتاب ما، او متباعة شخص فقط لأن أفكاره أو اراءه اثارت بعض الأسئلة التي كنت خائفا من إجابتها، لكن الان و الحمدلله الأسئلة لا تخيفني، و أقرأ في أي مجال، صحيح أنني مررت بفترة حرجة من الضياع في بحار الشكوك و لكن لولاها لما وصلت لشاطئ الطمأنينة
Roro
تدوينة تمسح على القلب ❤
فعلا كنت محتاجتها ..
المشاكل و الصراعات اللي حولنا .. و الانغماس في عالم مادي صرف..
والانقسامات و الأفكار ، تحتاج منا نبحث عن اليقين .. الطمأنينة !
زهور
كلامك جميل جدا ومُلهم ❤️
وانا ارى ان التأمل يؤدي الى اليقين بيد ان السبب الرئيسي هو عبادة رب العالمين
Nawal
@زهور:
@Roro:
@Mehdi:
@إيما:
@رنا:
@هديل:
@نِهال عبدالرحمن:
شكرا لإضافاتكم الملهمة جدا والمثرية 🙂
رهف
نوال كلامك ملهّم، بل أن تدونتك أتت لي مثل الرساله من الله شُكراً لك.